قولنا بالشهادة الثالثة من باب المحبوبية ورجاء المطلوبية . والكاتب اعترف بذلك في كتابيه وقال بأنّ الشهادة الثالثة جاءت عند الشيعة متأخّراً !! أي لمّا صفا الجوّ للشيعة سياسيّاً وارتفعت عنهم التقيّة جاؤوا يأتون بها ، في حين أنّهم يُصرّحون على منابرهم وفي كتب فقهائهم بأنّها ليست جزءاً من الأذان ، بل إنّهم ينادون بتلك الشهادة لرفع افتراءات المفترين على الشيعة .
فهم يشهدون بالولاية لعليّ بن أبي طالب لكي يُخطِّئوا ما افتروه عليهم بأنّهم يعتقدون بأُلوهيّة الإمام علي ، أو يعتقدون بخيانة الأمين جبرئيل في نزول الوحي على النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله والعياذ بالله ، وما شابه ذلك من التُّهم القاسية الموجّهة إليهم ظلماً وافتراءً .
فالشيعة يجهرون بالشهادة الثالثة دفعاً لكلّ تلك الاتّهامات وتنويهاً لمقام الإمام علي عليهالسلام في الشريعة والإسلام .
وعليه ، فتشريع الأذان سماويّ وليس بمناميّ ، وهو يحمل بين فقراته معانيَ سامية وأصولاً سماوية ، وترى بين فصوله تصويراً بلاغيّاً رائعاً .
فالمؤذّن بعد أن يشهد لله بالوحدانية مرّتين تقابل تلك الشهادة الدعوةُ للصلاة إلى ربّه مرّتين « حيَّ على الصلاة ، حيَّ على الصلاة » مُعْلِماً بأنّ الشهادة لله لا تكون إلّا من خلال عبادته والصلاة إليه ، لأنّ الصلاة لا تؤدّى إلّا لله .
ومثله حال الشهادة الثانية ، فالمؤذن بعد إقراره بالوحدانية لله وللرسول بالرسالة يدعو الناس إلى اتّباع الفلاح بـ « حيّ على الفلاح » الذي هو رسول الله وما أتى به . والفلاحُ اسم جنس يشمل : الصلاة ، والجهاد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وطاعة الله وطاعة رسوله .