وهذا ما لا نراه عند أهل السنّة والجماعة الذين يأتون بجملة « الصلاة خير من النوم » ولا يبدلونها بجُمل أخرى تُشابهها ، وإصرارهم على الإتيان بتلك الجملة لا غير يعني قولَهم واعتقادهم بجزئيّتها ، وقد رووا روايات ضعيفة في مشروعيّتها ، ونحن في هذا الكتاب ناقشناها وأثبتنا بطلانها ، بل إنّ علماءهم ومحدّثيهم أكّدوا بأنّها ليست بسنّة نبويّة ، سواء قالوا بتشريعها في عهد أبي بكر أو في عهد عمر أو في عهد الأمويّين .
وقد قالوا بأنّها شرّعت للتنبيه والإشعار بدخول الوقت فلو كانت كذلك للزم اختلاف صيغتها عن صيغة الأذان الشرعي للفجر ، لا أن تكون هي هي بمفرداتها وفصولها .
هذا وإنّ الكاتب الآنف الذكر صرّح في كتابيه بأنّه يستخدم الهجوم كأفضل وسيلة للدفاع ، فقال : « إنّ ما عِبتُموه علينا في التثويب يوجد مِثله أو نظيره لديكم في الشهادة الثالثة ، فما قولكم هناك فهو قولنا هنا » .
إنّ علماء وشعراء وكتّاب الجمهور بطريقتهم هذه كانوا ولا زالوا يريدون أن يشغلونا بشبهات كنّا قد أجبنا عنها ، ولو أراد السائل أن يقف على جواب سؤاله فعليه الرجوع إلى ما كتبناه حول الشهادة الثالثة ، أو لينظر إلى ذلك الكتاب وهذا الموجود بين يديك ، لكي يقف على الوجه الفارق بينهما .
فهم يقولون بهذه الأقوال لكي يشغلونا بأُمورٍ جانبيّة تاركين الجواب عن أخطائهم وزلّاتهم ، أي إنّهم يريدون التشويش على الآخرين والمغالطة للخروج من المأزق الذي هم فيه ، فيذرّون الرماد في العيون .
وهم
يعلمون علم اليقين بأنّ بدعيّة « الصلاة خير من النوم » عندهم كانت قبل