سبع قصائد شعرية معروفة ومتميزة انتخبت وعلقت على جدار الكعبة).
وكذلك حسان بن ثابت وهو من الشعراء الأثرياء فقد أسلم تحت تأثير جاذبية القرآن. ومن الشعراء الذين دخلوا إلى الإسلام طواعية واستفادوا كثيراً من جاذبية القرآن هم : (الخنساء) الشاعرة والناقدة العربية ، و (الاعشى) الذي كان من نوادر الشعراء في عصر الجاهلية.
٥ ـ من الظواهر الاخرى للفصاحة والبلاغة القرآنية هو الايقاع الخاص الموجود في القرآن نفسه.
إنّ أحاديث الادباء عادة إما أنْ تكون شعراً أو نثراً ، أمّا القرآن فليس شعراً ولا نثراً عادياً ومعروفاً ، وإنّما هو نثر ذو ايقاع خاص به ، نثر حينما يتلوه قرّاء القرآن يقع غالباً في قالب موزون كامل.
وإذا كان لا يمكن استعمال كلمة (الموسيقى) فيما يخص القرآن لأنّه يمتزج في عُرفنا بالمفاهيم السلبية. إلّاأنّ بعض الكتاب العرب المعروفين نظير (مصطفى الرافعي). يقول في كتابه (اعجاز القرآن) : «الاسلوب القرآني يسبب ويوجد الحاناً تلفت اسماع كل مستمع إليها ، وهي نوع من الموسيقى الخاصة التي لم تكن في الكلام الموزون في ذلك الزمان وهذا الترتيب والنظم كان يلطف طباع العرب ويعرفهم اسلوباً جديداً في الكلام لم يكن موجوداً سابقاً».
ويقول (بولاتيتلر) أحد العلماء الغربيين في هذا المضمار : «من الخطأ أن نفكر بأنّ الفصاحة الإنسانية تستطيع أن تؤثر بمثل ما يؤثر القرآن لأنّه دائماً يسير باطرادٍ إلى الرفعة بدون أن يرى فيه أي ضعف وفتور ، وكل يوم يفتح لنا قمماً جديدة ، نعم إنّه معجزة يتضاءل أمامها اناس الأرض وملائكة السماء» (١).
ويضيف إلى ذلك عالم آخر اسمه (كنت هنري دي كستري) قوله : «إذا لم تكن في القرآن غير عظمة المعاني وجمال المباني لكان كافياً لأن يتسلط على كل العقول ويجذب جميع القلوب إليه» (٢).
__________________
(١) إثبات الهداة ، ج ١ ، هامش ص ٢٢٣.
(٢) المصدر السابق ، ص ٢٢٢.