الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم وظهور الإسلام
قبل كل شيء يجب التمعن في دراسة حقيقة الإسلام ومنزلة الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله في القرآن الكريم ، والتحقيق في النقاط الظريفة وال دقيقة الواردة في مختلف آيات القرآن الكريم ، وحيث إنّ التعرف على هذه النقاط يقتضي معرفة تاريخ الإسلام بشكل إجمالي فعلى هذا الأساس يجب أن نتوفر على دراسة مختصرة ومركزة للتاريخ الإسلامي كي يتسنى لنا معرفة عوامل انتشار وتقدم الدين الإسلامي الحنيف ، الأمر الذي يساعدنا على تمهيد الطريق للبحوث الآتية.
* * *
الرسول صلىاللهعليهوآله وظهور الإسلام وسرعة انتشاره :
ظهر الإسلام قبل أربعة عشر قرناً في مكة المعظمة ، وفي مدة ٢٣ سنة (وهي فترة دعوة الرسول صلىاللهعليهوآله) وقد أخضع لنفوذه أقصى منطقة في جنوبِ الحجاز ، أي اليمن ، وإلى شمال شبه الجزيرة العربية ، أي الشام والعراق ، بل إنّ قسماً من أفريقيا أي الحبشة قد تأثرت بأنواره ، واليوم نرى أكثر من ميليارد إنسان يدين به في كل بقاع العالم.
وهنا نستعرض ـ ولو باختصار لحياة الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله وسرعة انتشار الإسلام ، والعوامل التي ساعدت على ذلك.
من الطبيعي أنّ هذا العمل ليس بالأمر اليسير ، لأنّ الظروف التي أدّت إلى وصول الإسلام إلى هذا الحد ، أوسع بكثير ممّا جاء في التاريخ بحيث يمكن القول : إنّ ما ذكره التاريخ قطرة من بحر ، والذي نذكره هنا هو لمحات من ذلك التاريخ الذي لم يذكر لنا إلّاالقليل.