وقوع يوم القيامة إلى جانب شق القمر حينما في قوله تعالى : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ القَمَرُ).
إلّا أنّ الذي ذهب إليه جماعة من المفسرين هو أنّ اقتراب يوم القيامة تحقق مع ظهور نبي الإسلام ، لأنّنا نقرأ في المأثور عنه : «بعثت أنا والساعة لهاتين» وقد أشار إلى اصبعين متوازيين من أصابعه المباركة (١).
ولذا نقرأ في قوله تعالى : (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُم وَهُم فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ). (الأنبياء / ١)
ونقرأ في قوله تعالى : (قُلْ انَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبَاً). (الأحزاب / ٦٣)
وذلك حينما سألوا النبي صلىاللهعليهوآله عن موعد حصول يوم القيامة.
ووفقاً لما ورد في الروايات المشهورة فإنّ المشركين جاؤوا إلى رسول الله وقالوا : «إذا كنت صادقاً في قولك وإنّك نبي حقاً فاشطر القمر لنا شطرين» (٢).
ولم يمض شيء من الوقت حتى اتصل أحد شقي القمر بالآخر وعاد إلى حالته الاولى. وقد نقل الصحابي المشهور حذيفة قصة انشقاق القمر بحضور جمع من الناس في مسجد المدائن ، فلم يعترض عليه أحد مع أنّهم أدركوا عصر النبي ، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدل على قطعية هذه المسألة في أوساطهم (٣).
* * *
إشكالات حول مسألة شق القمر
في قبال الآيات السابقة ، والروايات الإسلامية المشهورة التي وردت في جميع كتب الحديث المعروفة ، وتفسير أهل السنة والشيعة ، يميل البعض من خلال الاستناد إلى مجموعة من الإشكالات إلى رفع اليد عن ظهور هذه الآيات ، وربطها بالحوادث المختصة ببدايات يوم القيامة وبالاصطلاح «أشراط الساعة».
__________________
(١) تفسير الكبير ، ج ٢٩ ، ص ٢٩ ؛ وتفسير مجمع البيان ذيل آية ١٨ من سورة محمد.
(٢) تفسير مجمع البيان وكتب التفسير الاخرى في ذيل الآية مورد البحث.
(٣) نقل السيوطي هذا الحديث في تفسير در المنثور ، وتفسير القرطبي في ذيل الآية مورد البحث.