وعلى أيّة حال فلا مجال لأي شك أو ترديد بأنّ كلمة (أحمد) أو مفردات من قبيلها كانت موجودة في الأناجيل المتوفرة في زمن النبي صلىاللهعليهوآله ، وإلّا فإنّ الآية السادسة من سورة الصف ستكون في مظان الاعتراض الشديد من قبلهم ولأصبحتْ حجةً قوية لهم في محاربة الإسلام. في حين لم ينقل لنا التاريخ الإسلامي مثل هذا الشيء.
وبناء على ذلك يبدو أنّ البعض من علماء المسيحية حينما رأوا أن مواقعهم معرضة للخطر اتخذوا قرارهم بتحريف وتبديل تلك المعاني إلى معانٍ اخرى. وحتى يمكن مشاهدة نفس الاسم المقدّس للنبي صلىاللهعليهوآله في بعض كتب المسيحيين التي كانت موجودة لقرون بعد ظهوره صلىاللهعليهوآله في زوايا العالم المختلفة.
والشاهد على هذا الكلام بيان مثير لأحد العلماء المسيحيين الذين أعلنوا إسلامهم في كتابه (أنيس الاعلام) وهو كتاب تحقيقي فريد أزاح الستار عن هذا الجانب.
وباعتباره كان بنفسه أحد القساوسة المسيحيين المعروفين وأنهى دراسته عند كبار علماء المسيحية ووصل إلى مقام كبير في نظرهم ، يشرح في مقدمة كتابه المذكور قصة اسلامه العجيبة بهذا الشكل ، يقول : «بعد تنقيب كثير وجهود خارقة وجولات في المدن المختلفة وصلت إلى قسيس رفيع المستوى كان ممتازاً من ناحية الزهد والتقوى. ويعود إليه أبناء الطائفة (الكاثوليكية) من ملوك وغيرهم بأسئلتهم الدينية ، وقد درست عنده فترة مذاهب النصارى المختلفة ، وكان عنده تلامذة كثيرون ولكن كان له تعلق خاص بي من دونهم وكانت مفاتيح المنزل كلها بيدي إلّامفتاح واحد لأحد الخزائن كان يحتفظ به عنده.
في تلك الأثناء أحس القسيس المذكور يوماً بوعكة صحية ، فقال لي : قل للتلاميذ أنني لا طاقة لي على التدريس ، وعندما جئت للطلبة وجدتهم مشغولين بالبحث والنقاش الذي انجر إلى معنى لفظة (فارقليطا) في السريانية و (بريكلتوس) باللغة اليونانية ... وقد امتد جدالهم وطال ، وبدا لكل واحد منهم رأيٌ ... بعد أن عدتُ إلى الاستاذ سألني : ما بحثتم اليوم؟ فقدمت له تقريراً عن اختلافهم في لفظ (فارقليطا) ... قال : وأنت أي الأقوال انتخبت؟