الظن النوعيّ الحاصل من القرائن الداخلية مثل وثاقة الرّجال في السند ورابعة الأعم من الظن النوعيّ الحاصل من الداخل أو من الخارج كالحاصل من الشهرة الفتوائية أو الروائيّة فعلى الأول الظن الخارجي لا دخل له في الجبر والوهن أصلا لأنه خارج والشرط فيه كونه من الداخل فالشهرة لا توجب الجبر والضعف وكذلك التعديلات الرجالية لأنها غير حاصلة في زماننا وحيث أن الظن يكون شخصيا فانه لا يجتمع المتخالفان منه مثل أن يحصل الظن بالصدور وعدمه كذلك.
وان كان المناط هو الظن النوعيّ الحاصل من القرائن الداخلية فائضا لا دخل للظن الحاصل من القرائن الخارجية فمثل الشهرة لا دخل لها في الجبر والوهن أيضا.
وان كان المناط هو حصول الظن النوعيّ الأعم من الحاصل من الخارج أو الداخل كما هو التحقيق فالشهرة وأمثالها يمكن ان تكون جابرة أو موهنة وهكذا لو كان المناط الظن الشخصي ولكن بالأعم من الخارج والداخل فعليه لو كان جميع الشرائط الداخلية للخبر موجودا من حيث السند والدلالة ولكن أعرض المشهور عنه لا يعتنى به ويقال كلما كان أصح سندا يكون أشد ضعفا لأن إعراضهم يكون شاهدا على وجود قرائن لهم موجبة للضعف وخفيت علينا.
واما الظن الشخصي المخالف للظن النوعيّ فقيل بأنه لا وقع له أصلا والحق هو التفصيل فان كان منشأ هذا الظن الشخصي هو القرائن العامة فهو يكون مضرا كما أن الظن النوعيّ الحاصل من الخارج إذا خالف الظن النوعيّ الحاصل من الداخل يكون مضرا واما لو كان حصوله لاعوجاج في السليقة لخصوص شخص فلا يصغى إليه.
فتحصل ان الظن الحاصل في الاخبار ان كان الخارج دخيلا فيه يكون الظن الحاصل من الخارج الموافق له جابرا للضعف والمخالف له موهنا له هذا مقتضى البحث كبرويا واما البحث عن الصغرى وهو البحث عن كون الشهرة جابرة أو موهنة التي تكون من الظنون الخارجية فقد مضى البحث عنه في الشهرة مستوفاة وقد اخترنا انها توجب الجبر والوهن هذا كله الكلام بالنسبة إلى جبر السند ووهنه.
واما الدلالة فقيل بأنه على مبنى القائل بان المدار على الظهور الواصل لا يكون