ح لو كان لعمل العبد فردان (١) وكان كل واحد وافيا بالغرض التبعى الملازم
______________________________________________________
الامر باحضار الماء لشربه فقد عرفت فساده لعدم تعقل الامر بما لا يكون علة تامة لحصول الغرض فلا بد ان يكون الغرض فى المثال هو تمكن المولى من الشرب فيحصل بالاحضار لا نفس الشرب حتى يكون شاهد المدعاة الخ.
(١) ولكن ذكر المحقق العراقى قدسسره وجها آخر اتقن وليس من تبديل الامتثال الذى ذكره فى الكفاية اصلا توضيح ذلك قال البدائع ص ٢٦٣ ان الفعل الذى يكون متعلقا لامر المولوي اما ان يكون بنفسه مشتملا على الغرض الداعى للمولى الى الامر به فيكون تحققه فى الخارج علة تامة لحصول غرضه فيسقط امره بانتفاء علة الغائية واما ان لا يكون مشتملا على غرضه الداعى له الى الامر به بل يكون مقدمة لتحصيل غرضه الاصلى الداعى له الى الامر به وهو على نحوين احدهما ان يكون فعل المكلف مقدمة لفعل نفسه المشتمل على الغرض الاصلى النفسى كسائر مقدمات الواجب مثل الوضوء ولبس الثوب الساتر بالنسبة الى الصلاة ، وثانيهما ان يكون فعل المكلف مقدمة لفعل المولى الذى امره بذلك الفعل وهو ايضا على قسمين تارة يكون مقدمة لفعل المولى الجوارحى كامر المولى عبده باحضار الماء ليشربه واخرى يكون مقدمة لفعله الجوانحى كامر المولى العبد باعادة صلاته جماعة ليختار احب الصلاتين اليه فاذا كانت هذه الافعال الخاصة من افعال المكلف انما كلف بها بلحاظ كونها مقدمة لبعض من افعاله الاخرى الواجبة عليه او بلحاظ كونها مقدمة لفعل من افعال المولى الذى كلفه ، فان قلنا بوجوب المقدمة الموصلة كما هو الحق كان المتصف بالوجوب المقدمى من افعال المكلف فى الامتثال هو الفعل الذى اوصل المولى الى غرضه الاصلى النفسى وكان الفعل الآخر الذى فعله العبد امتثالا لامر المولى غير متصف بالوجوب لعدم ايصاله المولى الى غرضه فاذا احضر العبد ماءين احدهما بعد الآخر امتثالا لامر الولى باحضار الماء فشرب المولى احدهما كان هو المتصف بالوجوب المقدمى لانه هو الذى توصل به الى غرضه النفسى دون الآخر وهكذا الشأن فى الصلاة المعادة جماعة تكون هى المتصفة بالوجوب دون الصلاة الاولى التى صلاها فرادى لان الصلاة المعادة جماعة هى التى ترتب عليها فعل المولى الجوانحى وهو اختيارها فى مقام ترتيب الثواب على اطاعته ، وعليه يتضح لك انه لا يعقل امكان تبديل الامتثال بامتثال آخر لان الفعل الموصل هو الذى يتحقق به الامتثال دون غيره ، واما ان قلنا بوجوب مطلق