الثواب والعقاب على الموافقة والخالفة ليس إلّا عين الارادة المسطورة المسمى بالتشريعية وان امكن دعوى او سعية دائرة الارادة عن الطلب لصحة سلب الطلب عن موارد التكوين فتدبر واستقم وافهم. مقالة (١) فى وضع صيغة الامر (٢)
______________________________________________________
فى وضع صيغة الامر
(١) النموذج الثانى فى ما يتعلق بصيغة الامر وفيه جهات من الكلام.
(٢) الجهة الاولى فى وضع صيغة الامر كافعل ونحوه قال فى الكفاية ، ج ١ ، ص ١٠١ ، انه ربما يذكر للصيغة معان قد استعملت فيها وقد عد منها الترجى والتمنى ـ كقول الشاعر ألا ايها الليل الطويل ألا انجلى ـ والتهديد ـ كقوله تعالى (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ) ـ والانذار ـ كقوله تعالى (تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ) ـ والإهانة ـ كقوله تعالى (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) ـ والاحتقار ـ كقوله تعالى بل (أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ) ـ والتعجيز ـ كقوله تعالى (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) ـ والتسخير ـ كقوله تعالى (كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) ـ الى غير ذلك ـ مما عد اكثر من عشرين معنى كالارشاد نحو قوله تعالى (فَاسْتَشْهِدُوا) ارشد الى الاستشهاد عند المداينة والامتنان نحو قوله تعالى (كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ) واكرام المأمور له نحو قوله تعالى (ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ) فان ضم السلامة والامن الى الامر بالدخول قرينة على اكرام المأمور له والتسوية نحو قوله تعالى (اصْبِرُوا) ولا تبصروا والتكوين نحو قوله تعالى (كُنْ فَيَكُونُ) والدعاء نحو قوله تعالى (اللهم اغفر لى) الى غير ذلك مما هو محرر فى المطولات فراجع ـ وهذا كما ترى ضرورة ان الصيغة ما استعملت فى واحد منها بل لم تستعمل الا فى انشاء الطلب إلّا ان الداعى الى ذلك كما يكون تارة هو البعث والتحريك نحو المطلوب الواقعى يكون اخرى احد هذه الامور كما لا يخفى وقصارى ما يمكن ان يدعى ان تكون الصيغة موضوعة لانشاء الطلب فيما اذا كان بداعى البعث والتحريك لابداع آخر منها فيكون انشاء الطلب بها بعثا حقيقة وانشائه بها تهديدا مجازا وهذا غير كونها مستعملة فى التهديد وغيره فلا تغفل انتهى فالتحقيق انه لا يكون دلالة للصيغة بنفسها على شيء من المعانى المزبورة ما عدا الطلب بل ولا كانت الصيغة مستعملة فى شيء منها بوجه اصلا وانما يكون مدلول الصيغة معنى وحدانيا وان استفادة تلك المعانى فى الموارد المزبورة انما هى من جهة القرائن الخارجية