بل هو نظير تعارض البيّنات في الزوجيّة أو النسب.
نعم ، قد يتصوّر التبعيض في ترتيب الآثار على تصديق العادل ، إذا كان كلّ من الدليلين عامّا ذا أفراد ، فيؤخذ بقوله في بعضها وبقول الآخر في بعضها ، فيكرم بعض العلماء ويهين بعضهم ، فيما إذا ورد : «أكرم العلماء» وورد أيضا : «أهن العلماء» سواء كانا نصّين بحيث لا يمكن التجوّز في أحدهما ،
______________________________________________________
(بل هو) أي : مضمون خبر العادل (نظير تعارض البيّنات في) موضوع لا يمكن تبعيضه مثل : (الزوجيّة) إذا ادّعاها اثنان ، فإنّه لا يمكن تنصيف الزوجة نصفها لهذا ونصفها لذاك (أو النسب) كما إذا ادّعى الولد اثنان : زيد وعمرو ، فلا يمكن أن يكون نصف الولد لزيد ونصفه لعمرو ، وكذلك إذا نذر ـ مثلا ـ أن يذبح شاة في مشهد معيّن من المشاهد المشرّفة ، ثم نسى أنّ نذره كان لمشهد النجف الأشرف ، أو لمشهد كربلاء المقدسة ، فإنّه لا يمكن أن يذبح الشاة نصفها في النجف الاشرف ونصفها في كربلاء المقدسة ، والى غير ذلك ممّا لا يمكن التبعيض العملي فيهما إذا لوحظت حيثية الصدور.
(نعم ، قد يتصوّر التبعيض في ترتيب الآثار على تصديق العادل ، إذا كان كلّ من الدليلين عامّا ذا أفراد ، فيؤخذ بقوله) أي : قوله العادل (في بعضها) أي : في بعض تلك الآثار (وبقول الآخر في بعضها) الآخر (فيكرم بعض العلماء ويهين بعضهم ، فيما اذا ورد : «أكرم العلماء» وورد أيضا : «أهن العلماء») إذ من الممكن أن يهين خمسة ويكرم خمسة.
وعليه : فإنّ التبعيض العملي في الدليلين المذكورين ممكن إذا لوحظت حيثيّة ترتّب الآثار ، بلا فرق بين كونها نصين أو ظاهرين كما قال : (سواء كانا) أي : الدليلان (نصّين بحيث لا يمكن التجوّز في أحدهما) كما إذا قال : إذا اكرمت