وحيث إنّ موردهما الدليلان المتعارضان ، فلا بدّ من تعريف التعارض وبيانه.
وهو لغة : من العرض ، بمعنى الاظهار وغلب في الاصطلاح على تنافي الدليلين وتمانعهما
______________________________________________________
(وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) (١) ، وقال : «خاتمة» مع تاء التأنيث باعتبار تقدير المسألة ، مثل قولهم الرهن واثقة الدين ، باعتبار لفظ العين المقدّر في الكلام.
(وحيث إنّ موردهما) أي مورد التعادل والتراجح ، (الدليلان المتعارضان) والمراد بالمتعارضين هو : أن يكون أحدهما باطلا في الواقع ، لكن لا نعلم بأن أيهما الباطل؟ وهذا التعارض في قبال التزاحم وهو : ان يكون كلاهما حقا واقعا لكن المكلّف لا يتمكن من أدائهما معا ، كانقاذ الغريقين ، وحينئذ. (فلا بدّ من تعريف التعارض وبيانه) علما بأن المراد من قوله : «وبيانه» إمّا عطف بيان ، وإمّا ان يراد به المصداق ، فيكون المراد بالتعريف في قوله : «تعريف التعارض» بيان حقيقة التعارض وماهيته.
(وهو) أي التعارض لغويّ واصطلاحي ، فإنّه (لغة من العرض) بمعناه الوصفي المصدري لا بمعناه الاسمي الذي هو مقابل الطول ، فيكون حينئذ (بمعنى : الاظهار) فكأنّ كل واحد من الدليلين يظهر نفسه على الآخر حتى يغلبه.
هذا هو معناه اللغويّ ، وأما معناه الاصطلاحي ، فكما قال : (وغلب في الاصطلاح على تنافي الدليلين وتمانعهما).
__________________
(١) ـ سورة الاحزاب : الآية ٤٠.