خاتمة
في التعادل والترجيح
______________________________________________________
(بسم الله الرحمن الرحيم)
(الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلقه محمّد وآله الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين الى يوم الدين).
وبعد :
(خاتمة : في التعادل والتراجيح).
اعلم أن المراد من التعادل هو : تساوي الدليلين ، وذلك بأن يكون كل منهما معادلا للآخر يعني : بأن لا يوجد في أحدهما مرجّح بحيث يوجب الأخذ به دون الآخر ، والمراد من التراجيح هو : بأن يوجد في أحدهما مرجّح بحيث يوجب الآخذ به وتقديمه على الآخر الذي لا مرجّح فيه.
هذا ، وحيث أن التعادل لا يكون الّا واحدا ، والترجيح يكون بمرجّحات متعدّدة ، جاء المصنّف بلفظ الأوّل مفردا ، فقال : «التعادل» وبلفظ الثاني جمعا ، فقال : «التراجيح».
وإنّما جاء بلفظ التعادل من باب التفاعل دون المفاعلة لانّ التفاعل اولا وبالذات للدلالة على التساوي في الزمان ، بخلاف المفاعلة فانّه ليس كذلك ، فاذا قال ـ مثلا ـ ضارب زيد عمروا ، كأن معناه : أنه ضرب أحدهما اولا ثم ضرب الثاني ، بينما التعادل إنّما يكون في زمان واحد لا في زمانين.
وإنّما جعل المصنّف مسئلة التعادل والتراجيح خاتمة مع أنها من المسائل الاصولية ، لأنه بها ختم المسائل ، لا لأنها خارج عن المسائل ، فقوله : «خاتمة» هنا ليس من قبيل قولهم في الكتاب : مقدمة ومسائل وخاتمة ، بل من قبيل :