وهذا حدّ يرغب أهل العلم عنه ، ومن صار إليه لا يحسن مكالمته ، لأنّه يكون معوّلا على ما يعلم ضرورة من الشرع خلافه» انتهى.
ثمّ أخذ في الاستدلال ثانيا على جواز العمل بهذه الأخبار : بأنّا وجدنا أصحابنا مختلفين
______________________________________________________
المنحرفون ، القرائن العقلية ولا الشرعية.
(وهذا) أي : ترك أكثر الأحكام لعدم وجود القرائن (حدّ) أي طرف (يرغب) أي : يعرض (أهل العلم عنه) أي : عن ذلك الحد ، فلا يصلون الى مثل ذلك الحد أبدا.
(ومن صار إليه) أي : الى هذا الحد (لا يحسن مكالمته ، لأنّه يكون معوّلا على ما يعلم ضرورة من الشرع خلافه) (١) لأنّا نعلم بالضرورة إنّ الشارع لا يرضى بترك أكثر الأحكام ، لمجرد انّ الرواة الثقاة كانوا منحرفين في بعض عقائدهم.
(انتهى) كلام شيخ الطائفة ممّا خلاصته : انه استدل بحجّية أخبار الثقاة ـ وان كانوا منحرفين في بعض عقائدهم ـ بأمور :
أولا : بعمل الطائفة بها.
ثانيا : بأنّ بعضهم لم يرد على بعض حين يعتمد طرفه على الخبر الواحد.
ثالثا : بأنّ وضعهم لكتب الرجال ، دليل على حجّية خبر الواحد عندهم ، وإلّا فما هي الفائدة من وضع هذه الكتب؟.
(ثمّ أخذ) شيخ الطائفة (في الاستدلال ثانيا : على جواز العمل بهذه الأخبار) التي رواها الثقاة من أصحابنا ، وقال : (بأنّا وجدنا أصحابنا مختلفين
__________________
(١) ـ عدّة الاصول : ص ٥١ ـ ٥٨.