وهذا المعنى لا يثبت بالدّليل المذكور ، كما لا يثبت بأكثر ما سيأتي من الوجوه العقليّة بل كلّها ، فانتظر.
الثّاني : ما ذكره في الوافية ، مستدلا على حجّيّة الخبر الموجود في الكتب المعتمدة للشّيعة ، كالكتب الأربعة ، مع عمل جمع به ، من غير ردّ ظاهر ،
______________________________________________________
(وهذا المعنى) المطلوب من حجّيّة الخبر (لا يثبت بالدّليل) العقلي (المذكور) الّذي استدل به المستدلّ وهو عبارة عن وجوب الاحتياط لأجل العلم الاجمالي. (كما لا يثبت) الحجّيّة المطلوبة للخبر (بأكثر ما سيأتي من الوجوه العقليّة ، بل كلّها ، فانتظر) فإنّ الأدلّة العقليّة الآتية لا تثبت حجّيّة الخبر مطلقا ، بل بين هذه الأدلّة وبين حجّيّة الخبر مطلقا عموم من وجه.
اللهم إلّا إنّ يقال : إنّه إذا ثبت حجّيّة الخبر في الجملة ، يثبت حجّيّة الخبر مطلقا ـ للإجماع المركّب ـ لأنّه أمّا أن يكون الخبر حجّة مطلقا ، وأما إنّ لا يكون حجّة مطلقا ، أمّا أن يكون الخبر المثبت للتّكليف حجّة دون الخبر النّافي للتّكليف ، فهو ممّا أجمع العلماء على خلافه.
(الثاني :) من الأدلّة العقليّة التي ذكرت لحجّيّة خبر الواحد (ما ذكره) الفاضل التّوني (في الوافية ، مستدلا على حجّيّة) قسم خاصّ من (الخبر) الواحد وهو الخبر (الموجود في الكتب المعتمدة للشّيعة ، كالكتب الأربعة) : الكافي ، والتّهذيب ، والإستبصار ، ومن لا يحضره الفقيه ، وما أشبه هذه الكتب (مع عمل جمع به ، من غير ردّ ظاهر) لذلك الخبر ، إذ لو لم يعملوا به ، أو ردوه ردا ظاهرا ، سقط عن الحجّيّة.
فإنّ صاحب الوافية استدلّ على حجّيّة مثل هذا الخبر الجامع لما ذكره من