وأحسن منه ما قدمناه ، من أنّ مراد السّيد من العلم ما يشمل الظن الاطمئناني ، كما يشهد به التفسير المحكي عنه للعلم : بأنه ما اقتضى سكون النفس.
الثاني : من وجوه تقرير الاجماع
أن يدعي الاجماع ، حتى من السّيد وأتباعه ، على وجوب العمل بالخبر الغير العلميّ ، في زماننا هذا وشبهه ، ممّا انسد فيه باب القرائن المفيدة للعلم بصدق الخبر ، فان الظاهر أنّ السّيد انّما منع من ذلك لعدم الحاجة إلى خبر
______________________________________________________
(وأحسن منه ، ما قدمناه ، من إنّ مراد السّيد من العلم : ما يشمل الظّنّ الاطمئناني ، كما يشهد به) أي : بأن مراده ذلك (التفسير المحكي عنه) أي : عن السّيد (للعلم) فقد فسر العلم (: بانه ما اقتضى سكون النفس) وانّما كان تفسيرنا أحسن ، لأنه كان أقرب إلى كلاميّ السّيد والشيخ ـ على ما عرفت سابقا ـ.
ثم إنّ المصنّف لمّا فرغ من التقريب الاول للاجماع ، الذي ادعاه على حجّيّة خبر الواحد مطلقا ، وهو : اجماع العلماء بعد السّيد وأتباعه ، شرع في التقريب الثاني للاجماع فقال : (الثاني من وجوه تقرير الاجماع : ان يدعى الاجماع ، حتى من السّيد وأتباعه ، على وجوب العمل بالخبر غير العلميّ في زماننا هذا وشبهه ، ممّا انسد فيه باب القرائن المفيدة للعلم بصدق الخبر) للفرق بين زمان السّيد وزماننا ، فان زمان السّيد كان قريب العهد بالائمة عليهمالسلام ، ولذا كانت القرائن للأخبار متوفرة ، بينما زماننا بعيد عنهم ، فلم تتوفر تلك القرائن عندنا.
(فان الظاهر : إنّ السّيد) ومن تبعه من العلماء ، الذين لا يعملون بالخبر الواحد غير العلميّ (انّما منع من ذلك) العمل بالخبر الواحد (لعدم الحاجة إلى خبر