الرابع دليل العقل
وهو من وجوه ، بعضها مختص باثبات حجّيّة خبر الواحد ، وبعضها يثبت حجّيّة الظّنّ مطلقا أو في الجملة فيدخل فيه الخبر.
أما الأوّل فتقريره من وجوه
______________________________________________________
لكن ربّما يقال : إنّ ما دلّ على حجّيّة الإجماع ، يكون لنا حجّة إلّا إذا علمنا خطأه ، لا ما إذا احتملنا خطأه ، فعطف المصنّف الاحتمال على العلم بالخطإ ، ليس على ما ينبغي.
(الرابع) من أدلّة حجّيّة خبر الواحد (: دليل العقل) فانّا قد ذكرنا : الكتاب ، والسّنّة ، والإجماع ، واستدللنا بها على حجّيّة خبر الواحد ، فلم يبق إلّا دليل العقل.
(وهو من وجوه : بعضها مختص باثبات حجّيّة خبر الواحد) بما هو خبر واحد.
(وبعضها : يثبت حجّيّة الظّنّ مطلقا) من أي سبب حصل ، كما يقال في الانسداد بذلك.
(أو) يثبت حجّيّة الظّنّ (في الجملة) كالظن الاطمئناني أو الظّنّ الذي يكون مبعثه الأخبار ، لا الظنون الّتي تحصل من أي سبب ، ولو من جريان الميزاب ، أو طيران الغراب ، أو القياس ، أو الاستحسان ، أو ما أشبه ذلك.
وعليه : (فيدخل فيه) أي : في مطلق الظّنّ ، أو الظّنّ في الجملة ـ على ما ذكرناه ـ (الخبر) لأنّه القدر المتيقن من الظّنّ ، سواء كان حجّة من أي سبب ، أو من بعض الأسباب الخاصّة.
(أما الأوّل :) أي : الوجه العقلي الدّال على حجّيّة الخبر بما هو خبر (فتقريره من وجوه) حسب ما يلي :