ولا في السنّة المتواترة ، لعدم ذكر ذلك في أكثر الأحكام ، بل وجودها في مسائل معدودة ، ولا في إجماع ، لوجود الاختلاف في ذلك ، فعلم أنّ دعوى القرائن في جميع ذلك دعوى محالة ، ومن ادّعى القرائن في
______________________________________________________
ولعل المراد بالفحوى : المناط الواقعي.
وبالدليل : المفهوم الموافق والمخالف.
وبالمعنى : الدلالة الالتزامية.
أو يقال : مراده : انّه لا يدلّ القرآن بالمطابقة ، ولا بالتضمن ، ولا بالالتزام ، ولا بدلالة الاقتضاء ، على كل تلك المسائل ، فالمطابقة : الصريح ، والتضمن : الفحوى ، والالتزام : الدليل ، ودلالة الاقتضاء : المعنى.
(ولا) يمكن الاستدلال بالسنّة المتواترة ، لعدم ذكر جميع المسائل التي استندوا فيها الى روايات المنحرفين (في السنّة المتواترة ، لعدم ذكر ذلك) أي السنة المتواترة (في أكثر الأحكام ، بل وجودها) أي : السنة المتواترة (في مسائل معدودة) ، معروفة ، فان التواتر نادر في المسائل الشرعية.
(ولا) يمكن الاستدلال بالاجماع لعدم ذكر جميع تلك المسائل التي رووا فيها روايات عن المنحرفين (في اجماع ، لوجود الاختلاف في ذلك) حيث ان كثيرا من الأحكام مختلف فيها عند الفقهاء ، فلا إجماع يعضد كل تلك المسائل التي استند الأصحاب فيها الى روايات المنحرفين.
ومن الواضح : أنّه ليس في كل مسألة حكم عقل مطابق للخبر ، كما انّه ليس في كل مسألة شهرة محققة حتى يقال : بأنّ الشهرة هي المستند والقرينة.
(فعلم : أنّ دعوى القرائن في جميع ذلك) الذي استندوا فيه الى أخبار المنحرفين (دعوى محالة) أي : غير محققة (ومن ادّعى القرائن في