عملهم بها.
قيل لهم : القرائن التي تقترن بالخبر وتدل على صحّته أشياء مخصوصة ، نذكرها فيما بعد من الكتاب والسنّة والاجماع والتواتر ، ونحن نعلم أنّه ليس في جميع المسائل ، التي استعملوا فيها أخبار الآحاد ذلك ، لأنّها أكثر من أن تحصى ، موجودة في كتبهم وتصانيفهم وفتاواهم ، لانه ليس في جميعها يمكن الاستدلال بالقرآن ، لعدم ذكر ذلك في صريحه وفحواه ودليله ومعناه ،
______________________________________________________
عملهم بها) أي : إنّ الفرقة إذا لم يعملوا بأخبار المنحرفين مجردة عن القرائن الدالة على صحتها ، فما فائدة أخبار المنحرفين حين كان الاعتماد على أخبار العدول التي هي قرائن على صحة أخبار المنحرفين؟.
(قيل لهم : القرائن التي تقترن بالخبر ، وتدلّ على صحّته ، أشياء مخصوصة ، نذكرها فيما بعد من الكتاب والسنّة والاجماع) والعقل (والتواتر ، ونحن نعلم : أنّه ليس في جميع المسائل ، التي استعملوا فيها ، أخبار الآحاد ذلك) فانّ أخبار الآحاد الواردة عن المنحرفين ، لم تكن كلها مقترنة بأحد القرائن المذكورة (لأنّها) أي : المسائل التي عملوا فيها بأخبار هؤلاء المنحرفين (أكثر من أن تحصى) وهي (موجودة في كتبهم ، وتصانيفهم ، وفتاواهم).
ووجه علمنا بعدم وجود القرينة في جميع هذه المسائل ، هو : (لانّه ليس في جميعها) أي : في جميع المسائل التي استندوا فيها الى اخبار المنحرفين (يمكن الاستدلال) على صحتها (بالقرآن) حتى يكون القرآن قرينة على صحة خبر المنحرف (لعدم ذكر ذلك) أي : جميع المسائل (في صريحه) أي : في صريح القرآن (وفحواه ، ودليله ، ومعناه).