لأنّ روايتهم لأخبار الجبر والتشبيه ، لا يدلّ على ذهابهم إليه. ثمّ قال : فان قيل : ما أنكرتم أن يكون الذين أشرتم إليهم لم يعملوا بهذه الأخبار لمجرّدها ، بل إنّما عملوا بها لقرائن اقترنت بها ، دلّتهم على صحّتها ولأجلها عملوا بها ، ولو تجرّدت لما عملوا بها ، وإذا جاز ذلك لم يكن الاعتماد على
______________________________________________________
ما يلي :
أولا : إنّا لا نسلّم أنهم مجبّرة ومشبّهة.
(لأن روايتهم لأخبار الجبر والتشبيه ، لا يدلّ على ذهابهم إليه) واعتقادهم به.
ثانيا : إنه لو ثبت كونهم مجبّرة أو مشبهة نقول : بأنّ رواياتهم إنما تقبل إذا أيدتها روايات العدول.
(ثم قال) الشيخ ـ مستشكلا على ما ذكره من الكلام المتقدم بقوله : (فان قيل :
ما أنكرتم) أي : لا تنكرون (ان يكون الذين اشرتم إليهم) من الطوائف المنحرفة وما يروونه من الأخبار ، ان الفرقة (لم يعلموا بهذه الأخبار لمجرّدها) فانكم احتملتم إنّ الفرقة إنما عملوا بأخبار هؤلاء المنحرفين لا لمجرد هذه الأخبار (بل إنّما عملوا بها لقرائن اقترنت بها ، دلّتهم) اي : دلّت تلك القرائن ، الفرقة المحقة (على صحّتها) أي : على صحة أخبار الطوائف المنحرفة.
(ولأجلها) أي : لأجل تلك القرائن (عملوا بها) أي : بأخبار هذه الطوائف (ولو تجرّدت) أخبار هؤلاء عن تلك القرائن (لما عملوا بها) أي : ما عملت الفرقة المحقة بهذه الأخبار التي وردت عن هؤلاء المنحرفين في العقيدة.
(وإذا جاز ذلك) أي : احتمل أن عمل الفرقة بأخبار المنحرفين ، إنّما كان بسبب القرائن وأخبار العدول ، لا لمجردها ، فحينئذ (لم يكن الاعتماد على