الجملة ، وقد حصل لهم المعارف بالله ، غير أنّهم لمّا تعذّر عليهم إيراد الحجج في ذلك ، أحالوا على ما كان سهلا عليهم. وليس يلزمهم أن يعلموا أنّ ذلك لا يصح أن يكون دليلا إلّا بعد أن يتقدّم منهم المعرفة بالله ، وإنّما الواجب عليهم أن يكونوا عالمين. وهم عالمون على الجملة ،
______________________________________________________
الجملة ، وقد حصل لهم المعارف بالله) وسائر اصول الدين ، عن الأدلّة الاجماليّة (غير أنّهم لما تعذّر عليهم إيراد الحجج في ذلك) أي : في كل واحد واحد من العقائد الحقة ، لأنّهم لم يدرسوا المنطق والأدلة العقلية (أحالوا) أي : فوّضوا الاستدلال على تلك المعارف (على ما كان سهلا عليهم) من الأخبار الواردة في كل واحد واحد من اصول الدين.
(وليس يلزمهم أن يعلموا : انّ ذلك لا يصحّ ان يكون دليلا ، إلّا بعد أن يتقدّم منهم المعرفة بالله) أي : لا يلزم على المقلّدة أن يعرفوا : انّ التمسك بالأخبار في اصول الدين يستلزم الدور ، لأنّ معرفة الله لو توقف على الدليل الشرعي ، كأنّ معناه : انّ الشارع يقول : أنا الشارع ، وهو دور صريح.
وإن شئت بيان الدور قلت : انّ التمسك بالدليل الشرعي ، موقوف على معرفة الشارع ، فلو كان معرفة الشارع موقوفة على التمسك بالدليل الشرعي ، لزم الدور.
نعم ، إذا عرف الانسان اصول دينه بالدليل العقلي ، يتمكن انّ يستدل بكلام الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم على صفات الله ، وعلى معرفة الأئمة ، وعلى معرفة المعاد ، إذ كل ذلك لا يلزم منه الدور ـ كما هو واضح ـ.
(وإنما الواجب عليهم ان يكونوا عالمين) بالاصول الاعتقادية (و) الحال (هم عالمون) بتلك الاصول (على الجملة) أي : في الجملة يعلمون أصول