ليس يقف حصول المعرفة على حصولها. كما قلنا في أصحاب الجملة.
وليس لأحد أن يقول : هؤلاء ليسوا من أصحاب الجملة ، لأنهم اذا سألوا عن التوحيد أو العدل أو صفات الأئمة عليهمالسلام أو صحّة النبوّة قالوا روينا كذا ، ويروون في ذلك كلّه الأخبار ، وليس هذا طريق أصحاب الجملة. وذلك أنّه ليس يمتنع أن يكون هؤلاء أصحاب
______________________________________________________
خاصة وفن مخصوص (ليس يقف حصول المعرفة على حصولها).
فان المعرفة باصول الدين ، لا يتوقف على التمكن من البحث والجدل والمناظرة وإقامة البرهان (كما قلنا في أصحاب الجملة) فانّ كثيرا من أصحاب الجملة ، لهم العلم والمعرفة عن الأدلّة الاجمالية ، ولا يتمكنون من إقامة أدلة تفصيلية عليها.
(وليس لأحد أن يقول : هؤلاء) المقلّدة المرتبطون بالأخبار (ليسوا من أصحاب الجملة) الذين يعرفون الأدلة الاجمالية على اصول الدين (لأنّهم إذا سألوا عن التوحيد ، أو العدل ، أو صفات الأئمة عليهمالسلام أو صحّة النبوة) أو خصوصيات المعاد (قالوا : روينا كذا ، ويروون في ذلك كلّه الأخبار) الواردة عن المعصومين عليهمالسلام ، ولا يتمكنون من التمسك بالبراهين العقلية والأدلة المنطقية.
(وليس هذا) الاستناد الى الأخبار بدون التمسك بالطرق المنطقية (طريق أصحاب الجملة) فأنّ أصحاب الجملة يتمسكون بالدليل في الجملة ، مثل من يرفع يده عن العجلة ، دلالة على انّ الحركة بحاجة الى محرّك ، ومن يرى البعرة فيقول : البعرة تدلّ على البعير ، وما أشبه ذلك من الأدلة الاجمالية على اصول الدّين.
(وذلك) أي : الوجه في انّه ليس لأحد أن يفرز الاخباريين عن أصحاب الجملة هو : (إنّه ليس يمتنع أن يكون هؤلاء) المقلّدة الأخباريون من (أصحاب