ونحن لم نعتمد على مجرّد نقلهم ، بل اعتمادنا على العمل الصادر من جهتهم وارتفاع النزاع فيما بينهم. وأمّا مجرد الرّواية فلا حجّية فيه على حال. فان قيل : كيف تعوّلون على هذه الرّوايات ، وأكثر رواتها المجبّرة والمشبّهة والمقلّدة والغلاة والواقفيّة
______________________________________________________
هذا (و) من الواضح أنّا (نحن لم نعتمد على مجرّد نقلهم) الرّوايات (بل اعتمادنا على العمل الصادر من جهتهم) فانّ مناط حجّية الخبر عندنا ، ليس هو نقل الرّواة بما هو نقلهم ، وإن كان الرواة ثقاة ، وإنّما المناط هو اتفاقهم عليه (وارتفاع النزاع فيما بينهم) في العمل بهذه الرّوايات.
والحاصل : انّ اعتمادنا على عمل الطائفة ، وعلى ما ليس بينهم فيه خلاف (وأمّا مجرّد) النقل و (الرّواية) بدون دليل من الخارج من عمل الطائفة (فلا حجّية فيه على حال) من الأحوال ، فسواء كان الناقل ناقلا للمناكير أو لم يكن ، فاسد المذهب أو غير ذلك ، فانه إذا كانت روايته مطابقة لعمل الطائفة عملنا بها ، وإلّا فلا.
(فان قيل : كيف تعوّلون على هذه الرّوايات) التي يروونها في الفروع (و) الحال انّ (أكثر رواتها المجبّرة والمشبهة) والمجبرة : هم الذين يقولون : بأن الله سبحانه وتعالى يجبر العباد على المعاصي ثم يعاقبهم عليها ، والمشبهة : هم الذين يشبهون الله بالخلق.
(والمقلّدة) وهم الأخباريون الذين قلّدوا في اصول دينهم بما تقوله الرّوايات ، مع وضوح : إنّ اصول الدين لا يؤخذ فيها بالرّوايات.
(والغلاة) الذين غلوا في حق الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
(والواقفيّة) وهم الذين توقّفوا بعد الامام موسى بن جعفر عليهالسلام في إمامة الامام