فقال عليهالسلام : «أنا خالفت بينهم» ثم قال بعد ذلك : فان قيل : كيف تعملون بهذه الأخبار ونحن نعلم أنّ رواتها ، كما رووها ، رووا أيضا أخبار الجبر ، والتفويض وغير ذلك من الغلوّ والتناسخ
______________________________________________________
فيها مع القطع بصدورها؟.
(فقال) الصادق عليهالسلام : (أنا خالفت بينهم) (١) أي : أوقعت الاختلاف بينهم ، حتى لا يعرفوا فيأخذوا ، وهذا يؤيد وقوع التعارض في الأخبار القطعية الصدور ، كما إن هذا الجواب النقضي من شيخ الطائفة يكفي في رد من أشكل : بأنّ التعبد بالخبر الواحد يوجب التناقض.
وحاصله : انّه لا يوجب التناقض ، لانّ شرط التناقض : وحدة الموضوع ، وليس في المقام ذلك.
(ثم قال) الشيخ (بعد ذلك) الكلام المتقدّم في رفع الاشكال عن الخبر الواحد : (فان قيل : كيف تعملون بهذه الأخبار) التي رواها الاماميّون في كتبهم؟
(و) الحال (نحن نعلم : أنّ رواتها كما رووها) أي : رووا هذه الاخبار المرتبطة بالفروع ، كذلك (رووا أيضا أخبار الجبر والتفويض وغير ذلك من) الاعتقادات الباطلة.
مثلا : نقلوا أخبار (الغلوّ) في حق الأئمة الطاهرين عليهمالسلام (والتناسخ) في حق الارواح.
ولا يخفى : ان التناسخ باطل ، وهو عبارة عن : إنّ الأرواح لقلتها ـ كما يدعون ـ إذا خرجت من بدن دخلت في بدن آخر ، فهناك ـ على رأيهم ـ أربعة أمور :
__________________
(١) ـ عدة الاصول : ٥٢.