على أنّ الذين اشير إليهم في السّؤال أقوالهم متميزة بين أقوال الطّائفة المحقّة ، وقد علمنا أنّهم لم يكونوا أئمة معصومين وكلّ قول قد علم قائله وعرف نسبه وتميّز من أقاويل سائر الفرقة المحقّة ، لم يعتدّ بذلك القول؟.
لأنّ قول الطائفة إنما كان حجة من حيث كان فيهم معصوم ، فاذا كان القول من غير معصوم علم أنّ قول المعصوم داخل في باقي الأقوال ووجب المصير إليه
______________________________________________________
وثانيا : ما أشار اليه الشيخ بقوله : (على أنّ الذين اشير إليهم) من المنكرين لحجية خبر الواحد ، كما ذكر (في السّؤال) المتقدّم ، الذي أشرنا اليه بقولنا : «فان قيل : أليس شيوخكم الخ؟» (أقوالهم متميزة) لقلة عددهم وواضحة (بين أقوال الطّائفة المحقّة) الذين قالوا بحجيّة خبر الواحد.
هذا (وقد علمنا : أنّهم لم يكونوا أئمة معصومين) لوضوح : انّ منكري حجّية الخبر الواحد اناس معلومو النسب ، وليس بينهم المعصوم (وكلّ قول قد علم قائله ، وعرف نسبه ، وتميز من أقاويل سائر الفرقة المحقّة ، لم يعتدّ بذلك القول) فان معلوم النسب ، لا يضر خلافه بالاجماع الدخولي ـ على ما عرفت ـ ، بل ولا بالاجماع الحدسي ، إذ الحدس لا يتوقف على اتفاق الكل.
وذلك (لأنّ قول الطائفة إنما كان حجة من حيث كان فيهم معصوم ، فاذا كان القول) المخالف لحجيّة خبر الواحد (من غير معصوم) ـ على ما عرفت ـ (علم : أنّ قول المعصوم ، داخل في باقي الاقوال) القائلة لحجية خبر الواحد (ووجب المصير إليه) أي : الى قول المعصوم الداخل في قول المشهور