فلو لا أنّ العمل بهذه الأخبار كان جائزا ، لما أجمعوا على ذلك ، لأنّ إجماعهم فيه معصوم لا يجوز عليه الغلط والسهو.
والذي يكشف عن ذلك : أنّه لمّا كان العمل بالقياس محظورا عندهم في الشريعة لم يعملوا به أصلا وإذا شذّ منهم واحد عمل به في بعض المسائل واستعمله
______________________________________________________
الامام الصادق عليهالسلام ، فانّ الامام كان في عهد تنازع الخلفاء الأمويين والعباسيين ولهذا تمكن من نشر العلم ، حيث كان الخلفاء قد اشتغل بعضهم ببعض ، فلم يبق لهم مجال التعرض للامام الصادق عليهالسلام.
وعليه : (فلو لا انّ العمل بهذه الأخبار) الواردة عن المعصومين عليهمالسلام الجامعة للشرائط المذكورة (كان جائزا ، لما أجمعوا على ذلك) أي : على حجّيتها (لأنّ إجماعهم فيه معصوم) فانّ الفرقة المحقة من زمان النبي الى زمان الامام المهدي صلوات الله عليهم أجمعين كان فيهم المعصوم ، فاذا أجمعوا فالمعصوم داخل فيهم ، والاجماع الدخولي حجّة قطعا ، لأنه (لا يجوز عليه) أي : على المعصوم (الغلط والسّهو) والنسيان والاشتباه ، وما أشبه ذلك.
(والذي يكشف عن ذلك) أي : عن اجماع الفرقة على العمل بالخبر الجامع للشرائط (انّه لما كان العمل بالقياس محظورا) ومحرما (عندهم) أي : عند الفرقة (في الشريعة لم يعلموا به أصلا) ولم يأخذوه مستندا في الأحكام إطلاقا.
(وإذا شذّ) أي : ندر بمعنى : الندرة الخارجة عن الموازين ، وقد تقدّم الفرق بين الشذوذ والندرة (منهم) أي : من الفرقة المحقة (واحد) كابن الجنيد ـ مثلا ـ حيث إنّه كان يعمل بالقياس ، لاسكات خصمه والتغلب عليه.
فاذا رأوه قد (عمل به) أي : بالقياس (في بعض المسائل واستعمله) أي