سألوه من أين قلت هذا؟.
فاذا أحالهم على كتاب معروف أو أصل مشهور ، وكان راويه ثقة لا ينكر حديثه ، سكتوا وسلّموا الأمر وقبلوا قوله.
هذه عادتهم وسجيّتهم من عهد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومن بعده من الأئمة عليهمالسلام ، إلى زمان جعفر بن محمّد عليهمالسلام ، الذي انتشر منه العلم وكثرت الرّواية من جهته.
______________________________________________________
لا يعلمون وجه فتياه (سألوه) أي : سألوا ذلك العالم المفتي (من أين قلت هذا) الحكم؟.
(فاذا أحالهم على كتاب معروف) من الكتب الجامعة (أو أصل مشهور) من الاصول الأربعمائة وغيرها.
وربّما يفرق بين الكتاب والأصل ، بانّه لو كان فتاوى الرّاوي موجودا في الكتاب بالاضافة الى الرّوايات ، سمي كتابا وإلّا سمي أصلا.
(وكان راويه) أي : راوي ذلك الخبر (ثقة لا ينكر حديثه ، سكتوا وسلّموا الأمر وقبلوا قوله) بلا إشكال ولا مناقشة ، ممّا يدل على انّ الخبر الواحد حجّة عندهم حتى إذا استدل أحد المفتين بخبر واحد سكت طرفه ، لأنّه رأى إنّ فتواه المستندة الى الرّواية على طبق الدليل.
وكانت (هذه عادتهم) أي : عادة الفرقة المحقة (وسجيّتهم) ولعل الفرق بين العادة والسجيّة : إنّ العادة ما جرت عليه ظواهرهم ، والسجية ما جرت عليه بواطن أمرهم وقناعاتهم النفسيّة.
وذلك (من عهد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن بعده من الأئمة عليهمالسلام ، إلى زمان جعفر بن محمّد عليهمالسلام ، الذي انتشر منه العلم ، وكثرت الرّواية من جهته) أي : من ناحية