وقوله عليهالسلام : «لكلّ منّا من يكذب عليه».
فانّ بناء المسلمين لو كان على الاقتصار على المتواترات لم يكثر القالة والكذابة ، والاحتفاف بالقرينة القطعيّة في غاية القلّة.
______________________________________________________
(وقوله عليهالسلام : لكلّ منّا من يكذب عليه) (١) أي : إن بازاء كل واحد من الرسول وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين كان كذابا معاصرا لهم ، يفتري الأخبار الكاذبة عليهم ، وهذا الالفات منهم عليهمالسلام الى وجود الكذابين ، وافترائهم الأخبار الكاذبة عليهم ، لو لم يكن الخبر الواحد حجّة عند المسلمين لم يكن له وجه.
وعليه : فقد دلّت هذه الأخبار على حجّية خبر الواحد ، الذي هو المقصود في هذا البحث ، وقد ذكره المصنّف بقوله : (فانّ بناء المسلمين لو كان على الاقتصار على المتواترات ، لم يكثر القالة والكذابة) على الرسول وآله صلوات الله عليهم أجمعين ، ولكان اختراع الأخبار الكاذبة المنسوبة اليهم لغوا لأنّ المسلمين لم يعملوا بأخبار الآحاد.
(و) إن قلت : إنّ بناء المسلمين لم يكن على العمل بالخبر المجرد بل المحفوف بالقرائن القطعية فليستعينوا بها للوصول الى مآربهم.
قلت : هذا الاحتمال مردود لأنّ (الاحتفاف بالقرينة القطعية في غاية القلة) عندنا والأخبار المكذوبة لم تكن محفوفة بالقرائن القطعية حتى يأخذها المسلمون ، فلم يكن إذن وضعهم للأخبار إلّا لأنّ عموم الخبر الواحد كان حجّة عند المسلمين.
__________________
(١) ـ المعتبر : ص ٦.