وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ستكثر بعدي القالة ، وإنّ من كذب عليّ فليتبوّأ مقعده من النّار». وقول أبي عبد الله عليهالسلام : «إنّا أهل البيت صدّيقون ، لا نخلو من كذّاب يكذب علينا». وقوله عليهالسلام : «إنّ الناس اولعوا بالكذب علينا ، كأنّ الله افترض عليهم ولا يريد منهم غيره».
______________________________________________________
لأنّ الناس ما كانوا يقبلونها ، فهو إذن يدلّ على قبول الناس للاخبار في زمانهم عليهمالسلام.
(و) مثل (قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ستكثر بعدي القالة) جمع : قائل ، على وزن باعة جمع بائع ، معنى : من يتقوّل على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وينسب الأخبار الكاذبة اليه.
ثمّ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : (وإنّ من كذب عليّ فليتبوّأ مقعده من النّار) (١) أي : يحجز له محل قعود في نار جهنم ، بمعنى انّ الكذب على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يسبب للكاذب دخول النار. (وقول أبي عبد الله عليهالسلام : إنّا أهل البيت صديقون لا نخلو من كذّاب يكذب علينا) (٢) فانّ الكذّابين ـ كما عرفت ـ إنّما كانوا يكذبون عليهم للاستفادة من شيعتهم ، أو للتشويه على الأئمة الطاهرين عليهمالسلام أو لتقوية ما كانوا يقولون به من الفتوى والحكم ليقبل الناس منهم.
(وقوله عليهالسلام إنّ النّاس اولعوا) أي : صار لهم حرص شديد (بالكذب علينا ، كأنّ الله افترض عليهم) أي : أوجب عليهم أن يكذبوا علينا (و) الله كأنّه (لا يريد منهم) أي : من الناس (غيره) (٣) أي : غير الكذب علينا.
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ١ ص ٦٢ ح ١ ، من لا يحضره الفقيه : ج ٤ ص ٢٦٤ ب ٢ ح ٥٧٦٢ (مع تفاوت) ، الصراط المستقيم : ج ٣ ص ١٥٦ وص ٢٥٨.
(٢) ـ رجال الكشي : ص ١٠٨ ، بحار الانوار : ج ٢ ص ٢١٧ ب ٢٨ ح ١٢ وفيه (صادقون).
(٣) ـ رجال الكشي : ص ١٣٦ (بالمعنى) ، بحار الانوار : ج ٢ ص ٢٤٦ ب ٢٩ ح ٥٨ (بالمعنى).