يأتي زمان هرج ، لا يأنسون إلّا بكتبهم».
وما ورد في ترخيص النقل بالمعنى.
وما ورد مستفيضا ، بل متواترا ، من قولهم عليهمالسلام : «اعرفوا منازل الرّجال منّا بقدر روايتهم عنّا».
وما ورد من قولهم عليهمالسلام : «لكلّ رجل منّا من يكذب عليه».
______________________________________________________
يأتي زمان هرج) يكون أمر الناس فيه فوضى ، فلا يتمكنون من الوثوق بأحد ، ولا يستطيعون من الخروج والاستئناس بأصدقائهم ، ف (لا يأنسون) اولئك الذين وقعوا في ذلك الزمان (إلّا بكتبهم) (١) التي يتوارثونها منكم ، فانّ الكتاب أحد الأنيسين. (و) مثل (ما ورد في ترخيص النقل بالمعنى ، و) كذلك (ما ورد مستفيضا بل متواترا من قولهم عليهمالسلام : اعرفوا منازل الرّجال منّا بقدر روايتهم عنّا) (٢) ممّا يدل كل ذلك على حجّية الخبر ، إذ لو لا حجّيته لم يكن في نقله بالمعنى من جدوى ، ولا في تقدير رواته من فائدة.
(و) مثل (ما ورد من قولهم عليهمالسلام لكلّ رجل منّا) أهل البيت عليهمالسلام (من يكذب عليه) (٣) أي : يسند إليه الأخبار الكاذبة ، واسناد الأخبار الكاذبة اليهم امّا لأنّ يسندوا بها رأيهم ، أو لأن يستأكلوا بتلك الأخبار المكذوبة ، أو لأن يشوّهوا بها على أهل البيت عليهمالسلام.
وعليه : فلو لم تكن الأخبار الآحاد حجّة ، لم يكن في الكذب عليهم فائدة ،
__________________
(١) ـ الكافي : ج ١ ص ٥٢ ح ١١ مع تفاوت ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ٨١ ب ٨ ح ٣٣٢٦٣.
(٢) ـ رجال الكشي ، ص ٣ ، وفيه (اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنا).
(٣) ـ المعتبر : ص ٦.