ويستمعوا حديثنا فينقلبوا إليهم فيعيه اولئك ويضيّعه هؤلاء. فاولئك الّذين يجعل الله لهم مخرجا ويرزقهم من حيث لا يحتسبون».
دلّ على جواز العمل بالخبر وإن نقله من يضيّعه ولا يعمل به.
ومنها : الأخبار
______________________________________________________
أو في مكة المكرمة أو في بغداد ، أو في خراسان ـ مثلا ـ (ويستمعوا حديثنا فينقلبوا إليهم) : الى ضعفاء شيعتنا وينقلون إليهم أحاديثنا.
(فيعيه) أي : يأخذه ويعمل به (اولئك) الضعفاء (ويضيّعه) أي : يترك العمل بالاحاديث (هؤلاء) المرتحلون ، لأنّ المرتحلين أحيانا يكونون من المسرفين الذين لا يهمهم الأمر.
(فاولئك) الواعين لاحاديثنا ، هم الضعفاء ، (الّذين يجعل الله لهم مخرجا) من مشكلاتهم (ويرزقهم من حيث لا يحتسبون) (١) من علومنا بسبب هؤلاء الوسائط.
إذن : فالوسائط ربّما كانوا هم من العاملين أيضا ، وربّما كانوا من غير العاملين كما إذا كانوا من المترفين الذين يهوون الأسفار وجمع الأحاديث لكنهم ثقاة في نقلهم وإن كانوا مضيعين في عملهم ، فانّ هذا الخبر (دلّ على جواز العمل بالخبر وإن نقله من يضيّعه ولا يعمل به) لأنّ المعيار الوثاقة في اللّسان ، لا العمل بالأركان ، لما عرفت : من انّه لا يجب أن يكون ناقل الخبر عادلا.
(ومنها) أي : من الطوائف التي تدل على حجّية خبر العادل أو الثقة (الأخبار
__________________
(١) ـ الكافي (روضة) : ج ٨ ص ١٧٨ ح ١ وفيه عن محمد الكناسي ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ٩٠ ب ٨ ح ٣٣٢٩٠ ، تفسير الصافي : ص ٧١٢.