قد علموا أنّا نفاوضهم سرّنا ونحمله إليهم».
ومثل مرفوعة الكناني عن الصادق عليهالسلام ، في تفسير قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ). قال : «هؤلاء قوم من شيعتنا ضعفاء ، وليس عندهم ما يحتملون به إلينا فيستمعون حديثنا ويفتّشون من علمنا ، فيرحل قوم فوقهم وينفقون أموالهم ويتعبون أبدانهم ، حتّى يدخلوا علينا
______________________________________________________
منهم التشكيك لأنّ شيعتنا (قد علموا : أنّا نفاوضهم سرّنا) أي : نلقي الى الثقاة الامور المحكية المرتبطة بنا ، ممّا لا يتحمله العامة (ونحمله) أي : السّر (إليهم) (١) أي الى الثقاة.
(ومثل مرفوعة الكناني عن الصادق عليهالسلام في تفسير قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)) (٢) أي : انّ فائدة التقوى هو : انّ الله سبحانه وتعالى يجعل للمتقي مخرجا من مشكلاته ، كالمرض ، والعدو ، والفقر ، وما أشبه ، ويرزقه من حيث لا يظن إنه يرتزق من تلك الجهة.
(قال : هؤلاء) أي : المتقون (قوم من شيعتنا ضعفاء) من حيث المال (وليس عندهم ما يحتملون به إلينا) أي : ليس لهم إمكان الوصول الينا بسبب فقرهم (فيسمعون حديثنا ، ويفتشون من علمنا) فهم يبقون في بلادهم لعجزهم.
(فيرحل قوم فوقهم) في المال والوسيلة (وينفقون أموالهم ، ويتعبون أبدانهم ، حتى يدخلوا علينا) في بلادنا ، كما إذا كنا في المدينة المنورة ،
__________________
(١) ـ وسائل الشيعة : ج ١ ص ٣٨ ب ٢ ح ٦١ وج ٢٧ ص ١٥٠ ب ١١ ح ٣٣٤٥٥ مع تفاوت ، رجال الكشّي : ص ٥٣٦ وفيه يؤديه ، بحار الانوار : ج ٥٠ ص ٣١٨ ب ٤ ح ١٥.
(٢) ـ سورة الطلاق : الآيات ٢ ـ ٣.