إنّهم ائتمنوا على كتاب الله فحرّفوه وبدّلوه» الحديث.
وظاهرهما وإن كان الفتوى ، إلّا إنّ الإنصاف شمولهما للرّواية بعد التأمّل ، كما تقدّم في سابقتهما.
______________________________________________________
ثم بيّن عليهالسلام بأنهم كيف كانوا خائنين؟ بقوله : (إنّهم ائتمنوا على كتاب الله) أي : جعل كتاب الله أمانة عندهم ، حيث قال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : ـ «اني مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ...» (١).
(فحرّفوه) أي : حرفوا أحكامه ، وفسّروه بتفاسير غير صحيحة (وبدّلوه) (٢) أي : زادوا ونقصوا فيه ، فانّ الشخص المنحرف قد يحرّف الحكم بأن يجعل مكان الامام غير الامام فيروي ـ مثلا ـ عن الامام الصادق عليهالسلام ، لكن باسم إسماعيل بن الامام الصادق عليهالسلام وقد يحرّف الحكم بأن يجعل الحرام حلالا ، كأن يجعل لحم الكلب حلالا ، الى آخر (الحديث) الشريف.
(وظاهرهما :) أي : ظاهر هذين الخبرين الأخيرين المرويين عن أبي الحسن الثالث عليهالسلام (وان كان الفتوى) أي انّهما بصدد تعيين المفتي.
(إلّا إنّ الانصاف شمولهما للرّاوية بعد التّأمل) فانّ المناط في المفتي آت في الرّاوي أيضا ، فكما انّ الانسان يعتمد على المفتي ، كذلك يعتمد على الرّاوي ، بل مناطهما يشمل القاضي أيضا (كما تقدّم في سابقتهما) من الرّوايات المفصلة في ذلك.
__________________
(١) ـ معاني الاخبار : ص ٩١ ، كمال الدين : ص ٢٤٧ ، المسائل الجارودية : ص ٤٢ ، ارشاد القلوب : ص ٣٤٠ ، الارشاد : ج ١ ص ١٨٠ ، كشف الغمّة : ج ١ ص ٤٣ ، متشابه القرآن : ج ٢ ص ٤٥ ، المناقب : ج ٢ ص ٤١ ، عيون اخبار الرضا : ص ٦٢.
(٢) ـ بحار الانوار : ج ٢ ص ٨٢ ب ١٤ ح ٢ ، رجال الكشّي : ص ٤ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٥٠ ب ١١ ح ٣٣٤٥٧.