عرف بالتحرّز عن الكذب وإن كان ظاهره اعتبار العدالة بل ما فوقها. لكنّ المستفاد من مجموعه أنّ المناط في التصديق هو التحرّز عن الكذب ، فافهم.
______________________________________________________
عرف بالتحرّز عن الكذب) لأنّه ذم بعض العلماء الذين يتعمدون الكذب من الشيعة ، وذم النصّاب من غير الشيعة الذين تعلّموا بعض علومهم عليهمالسلام وأضافوا اليها الأكاذيب.
هذا (وان كان ظاهره : اعتبار العدالة ، بل ما فوقها) فلا يكفي على ذلك خبر الثقة.
وإنّما كان ظاهر الخبر : اعتبار العدالة بل ما فوقها ، لأنه عليهالسلام قال : «من كان من الفقهاء ، صائنا لنفسه» الى آخر الصفات الأربع.
وإنّما اعتبرت الرّواية ، الصفات النفسية سلبا وإيجابا ، لأنّ العدالة ملكة.
(لكن المستفاد من مجموعه) أي : مجموع هذا الخبر (انّ المناط في التصديق هو : التحرّز عن الكذب) بأن يكون الرّاوي ثقة ، وذلك لأنّ قوله : «من كان من الفقهاء» الى آخره ، ذكر قبال الشيعة الذين هم كالعامة والنصّاب.
ومن المعلوم : انّ الثقة ليس من أحدهما ، فيدلّ الذيل على حجّية خبر الثقة ، والصدر كأنه سيق مقدمة للذيل ، فالذيل قرينة للمراد من الصدر ، حاله حال : «أسد يرمي» ، حيث انّ «يرمي» يكون قرينة للمراد من «الأسد».
(فافهم) لعله إشارة الى انّه لو كان المراد منه : الثقة فقط ، لم يكن وجه لاستدلال العلماء ـ على وجوب عدالة المفتي والقاضي ـ بهذا الخبر ، اللهم إلّا أن يقال : إنّ العدالة فهمت من الأدلة الخارجية.