فأمّا من ركب من القبائح والفواحش مراكب فسقة فقهاء العامّة فلا تقبلوا منهم عنّا شيئا ، ولا كرامة. وإنّما كثر التخليط فيما يتحمّل عنّا أهل البيت لتلك ، لأنّ الفسقة يتحمّلون عنّا فيحرّفونه بأسره لجهلهم ، ويضعون الأشياء على غير وجوهها
______________________________________________________
الشيعة أيضا غير عدول.
(فأمّا من ركب) أي : ارتكب ، من التشبيه بركوب الفرس ، لأنّه يركب هواه ويمشي كما يريد (من القبائح والفواحش ، مراكب فسقة فقهاء العامة) حيث إنّ العامة كانوا يميلون مع السلاطين ، ويفعلون المحرّمات لأجل إرضائهم واتباع هوى أنفسهم ، كما يحكى ذلك عن أمثال أبي يوسف ، ويحيى بن أكثم ، وابن أبي داود ، ومن أشبههم ممّن سودوا التاريخ بقبائحهم.
(فلا تقبلوا منهم عنّا شيئا) فيما نقلوا عنّا من خبر ، أو نسبوا إلينا من أمر ، فانّ على العوام ان لا يقلدوهم في شيء من هذه الامور (ولا كرامة).
هذا (وانّما كثر التخليط) بين الصدق والكذب ، والحق والباطل ، والصحيح والسقيم (فيما) أي : في الأخبار والآثار التي (يتحمّل عنّا أهل البيت لتلك) التي ذكرت : من ركوب بعض الرّواة والفقهاء من الشيعة مراكب الانحراف ، كزعماء الواقفية ومن أشبههم ، ولذلك يقع الشيعة إلّا الخلّص منهم في الاشتباهات.
(لأنّ الفسقة يتحمّلون عنّا) الأحاديث والرّوايات والتواريخ ونحوها (فيحرّفونه بأسره) أي : بجميعه ، ومعنى التحريف ارتكاب : الزيادة والنقيصة فيه ، كما فعلت الكيسانية والفطحية والواقفية ومن إليهم ، وذلك (لجهلهم) وعدم تعقلهم.
(ويضعون الاشياء على غير وجوهها) فيغيّرون ويبدّلون من جهة الجهل ،