فأمّا من كان من الفقهاء صائنا لنفسه ، حافظا لدينه ، مخالفا على هواه ، مطيعا لأمر مولاه ، فللعوام أن يقلّدوه. وذلك لا يكون إلّا بعض فقهاء الشيعة ، لا جميعهم.
______________________________________________________
ثم ذكر عليهالسلام مواصفات من يجوز من الفقهاء تقليده بقوله : (فامّا من كان من الفقهاء صائنا لنفسه ، حافظا لدينه ، مخالفا على هواه ، مطيعا لأمر مولاه ، فللعوام أن يقلّدوه).
فهذه أربعة امور : اثنان للباطن ، واثنان للظاهر ، إذ الشيء : إمّا اطاعة أو عصيان ، وكلّ منهما : إمّا في الظاهر ، أو في الباطن ، فهي امور أربعة : ـ
فصيانة النفس هو : حفظها عن المحرمات.
وحفظ الدّين في الظاهر هو : عدم العمل بالمحرمات.
وخلاف الهوى هو : أن يعمل في الباطن خلاف ما يأمره به الهوى : من حب الدنيا ، والحسد ، والطمع ، ونحو ذلك.
وإطاعة أمر المولى هو : أن يؤدّي ما عليه من الواجبات.
فالنفس إما أن تترك المحرم وهو الصيانة ، وإما أن تفعل الواجب وهو خلاف الهوى.
وفي الظاهر : إمّا أن يترك المحرّم وهو حفظ الدّين ، وإمّا ان يفعل الواجب وهو إطاعة أمر المولى.
هذا ، ويمكن أن يقال في معنى الجمل الأربع غير ذلك.
وإنما قال : «مخالفا على هواه» بلفظ على ، لأنّه يضر هواه بمخالفته له ، والمراد بالهوى : ما يهويه الانسان ويميل اليه طبعه.
(وذلك لا يكون إلّا بعض فقهاء الشيعة لا جميعهم) لوضوح : إنّ بعض فقهاء