على حطام الدنيا وحرامها وإهلاك من يتعصّبون عليه وإن كان لاصلاح أمره مستحقّا ، وبالترفرف بالبرّ والاحسان على من تعصّبوا له وإن كان للإذلال والإهانة مستحقا. فمن قلّد من عوامنا مثل هؤلاء الفقهاء ، فهم مثل اليهود الذين ذمّهم الله تعالى بالتقليد لفسقة فقهائهم.
______________________________________________________
وإنّما قيّد الفسق بالظاهر : لأنّ الانسان ليس مكلّفا بباطن الآخرين ، ولا بما يفعلونه في خلواتهم ممّا لم يطّلع عليه.
والمراد بالتكالب : التنازع على امور الدنيا ، وهو مأخوذ من عمل الكلب الذي يتنازع على الجيف ، و (على حطام الدنيا وحرامها).
وحطام الدنيا : زينتها التي تتحطم بعد قليل ، من قبيل حطام السنبل والشجر ، حيث له ظاهر جميل في وقت ما ، ثم يتحول الى نفايات صالحة للحرق فقط.
(و) كذا إذا عرفوا منهم (إهلاك من يتعصبون عليه) أي : على ضرره وظلمه (وان كان لاصلاح أمره مستحقا) أي : انهم يظلمون من يتعصبون ضده وان كان من الناس المستحقين للإحسان والخدمة.
(و) كذا إذا عرفوهم (بالترفرف بالبرّ والاحسان على من تعصّبوا له) والترفرف عبارة عن : تحريك الطائر أجنحته لأجل الوصول الى طعام ونحوه ، فهؤلاء العلماء الفسقة ، كالطائر بالنسبة الى من يوالونه ، حيث يغدقون عليه بالبرّ والاحسان وان لم يكن مستحقا لذلك ، بل حتى (وان كان للاذلال والاهانة مستحقا).
وعليه : (فمن قلّد من عوامنا) نحن المسلمين (مثل هؤلاء الفقهاء ، فهم مثل اليهود الذين ذمهم الله تعالى بالتقليد لفسقة فقهائهم) لأنّ عوامنا وعوامهم في هذه الجهة على حد سواء.