فلذلك ذمّهم لما قلدوا من عرفوا ومن علموا أنّه لا يجوز قبول خبره ، ولا تصديقه ولا العمل بما يؤدّيه إليهم عمّن لا يشاهدوه ، ووجب عليهم النظر بأنفسهم في أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إذ كانت دلائله أوضح من أن تخفى وأشهر من أن لا تظهر لهم.
وكذلك عوامّ امتنا إذا عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر ، والعصبيّة الشديدة والتّكالب
______________________________________________________
فلا يجوز كلامهم على الله فيما ينقلونه من كتبهم المقدسة ، وكذلك لا يجوز كلامهم على أنبياء الله الذين هم وسائط بين الخلق وبين الله سبحانه وتعالى.
(فلذلك ذمّهم) الله تعالى (لما قلّدوا) أي : لتقليد هؤلاء العوام (من عرفوا ومن علموا : انّه لا يجوز قبول خبره ، ولا تصديقه ولا العمل بما يؤديه اليهم) من الاخبار (عمّن لا يشاهدوه) أي : الاخبار التي يؤدونها الى عوامهم عن لسان أنبيائهم لم يكن العوام يشاهدونها ولا يسمعونها من أنبيائهم.
(و) لذلك (وجب عليهم النظر) والتأمل في تحصيل الدليل (بأنفسهم في أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم) وانّه رسول حق ، لا أن يأخذوا عن علمائهم الّذين علموا انّهم يتعصبون ضد رسول الله (اذ كانت دلائله) ومعجزاته التي تدلّ على نبوته صلىاللهعليهوآلهوسلم (أوضح من أن تخفى وأشهر من أن لا تظهر لهم) أي : لاولئك العوام.
فاذا علم العوام : انّ عالمهم فاسق ، وتمكن هو بنفسه من معرفة الحق ، فلا يجوز له اتباع العالم الفاسق ، وإنّما يجب عليه النظر بنفسه حتى يعرف الحق من الباطل.
(وكذلك عوام أمتنا إذا عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر ، والعصبية الشديدة والتكالب).