وعرفوهم بالتعصب الشديد ، الذي يفارقون به أديانهم ، وأنّهم إذا تعصّبوا أزالوا حقوق من تعصّبوا عليه ، وأعطوا ما لا يستحقّه من تعصّبوا له من أموال غيرهم ، وظلموهم من أجلهم ، وعلموهم يتعارفون المحرّمات واضطرّوا بمعارف قلوبهم إلى أنّ من فعل ما يفعلونه فهو فاسق ، لا يجوز أن يصدّق على الله ولا على الوسائط بين الخلق وبين الله تعالى.
______________________________________________________
فالشفاعات تسبب انّ علمائهم يغيرون الأحكام ، وكذلك القرابات يقدّمونها على أحكام الله سبحانه وتعالى ، كما إن المصانعات وهي من الصنع مثل الرشوة والمداهنة وما أشبه ، تسبب لهم ذلك أيضا.
كما (وعرفوهم بالتعصّب الشديد ، الذي يفارقون به أديانهم) فانهم بسبب التعصب ، يخرجون عن دينهم ، ويدخلون في المحرمات حتى درجة الإلحاد بالنسبة الى عقائدهم وكتبهم.
(و) كذا قد عرفوهم (انّهم إذا تعصّبوا) أي : إذا تمايلوا الى أحد ، وأعرضوا عن أحد (أزالوا حقوق من تعصّبوا عليه) أي : حق من نفروا عنه ، سواء كان حقه في المال ، أو في الزوجة ، أو في غير ذلك (وأعطوا ما لا يستحقّه من تعصّبوا له) ومالوا إليه في الحكم (من أموال غيرهم) ومن حقوقهم وما يرتبط بهم (وظلموهم) أي : ظلموا من تعصبوا عليه (من أجلهم) أي : من أجل من تعصبوا له.
(و) كذا قد (علموهم) أي : علم العوام بأنّ علمائهم (يتعارفون المحرمات) أي : انّ ارتكاب المحرمات أمر متعارف عند علمائهم ، وليس شيئا منكرا لديهم.
(و) هؤلاء العوام قد (اضطروا بمعارف قلوبهم) يعني : إنهم كانوا حسب فطرتهم مضطرين (الى) معرفة (إنّ من فعل ما يفعلونه) أي : ما يفعله علمائهم (فهو فاسق لا يجوز ان يصدّق على الله ، ولا على الوسائط بين الخلق وبين الله تعالى)