أمّا من حيث استووا ، فانّ الله تعالى ذم عوامنا بتقليدهم علماءهم كما ذمّ عوامّهم بتقليدهم علماءهم ، وأمّا من حيث افترقوا فلا.
قال : بيّن لي يا بن رسول الله!
قال : إنّ عوامّ اليهود قد عرفوا علماءهم بالكذب الصّريح وبأكل الحرام والرّشاء وتغيير الأحكام عن وجهها بالشّفاعات والنّسابات والمصانعات ،
______________________________________________________
اليهود ، كما قال : (أمّا من حيث استووا : فان الله تعالى ذمّ عوامنا بتقليدهم علمائهم) الفساق (كما ذم عوامهم بتقليدهم علمائهم) الفساق ، فلا فرق بين عوامنا وعوامهم في ذلك لأنّ التقليد للفاسق مذموم.
ولعلّ المراد بذم الله لعوامنا : ما ورد من المطلقات في الكتاب مثل قوله تعالى.
(وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) (١) وقوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ) (٢).
الى غيرهما من الآيات الدالة على عدم جواز اتباع غير العلم والهداية ونحوهما ، وما ورد من السنّة في روايات مستفيضة تدل على عدم جواز اتباع غير العادل. (وأمّا من حيث افترقوا فلا) ذمّ لله سبحانه وتعالى لعوامنا الذين يتبعون علمائنا العدول.
(قال) الرّاوي (بيّن لي يا بن رسول الله) صلىاللهعليهوآلهوسلم فرقهما؟.
(قال : انّ عوام اليهود قد عرفوا علمائهم بالكذب الصريح) في امور دينهم ودنياهم (وبأكل الحرام والرشاء وتغيير الأحكام عن وجهها) لأنهم يحلّون الحرام ويحرّمون الحلال (بالشفاعات والنّسابات والمصانعات).
__________________
(١) ـ سورة الاسراء : الآية ٣٦.
(٢) ـ سورة الحج : الآية ٨.