وهل عوامّ اليهود إلّا كعوامّنا يقلّدون علماءهم فان لم يجز لأولئك القبول من علمائهم لم يجز لهؤلاء القبول من علمائهم؟».
فقال عليهالسلام : «بين عوامنا وعلمائنا وبين عوام اليهود وعلمائهم فرق بيّن من جهة وتسوية من جهة.
______________________________________________________
وذلك لوضوح : انّ الطريق الى معرفة الاحكام طريقان :
الاول : ان يعلم الانسان نفسه بالاجتهاد.
الثاني : ان يتبع العلماء بالتقليد.
وهؤلاء حيث لم يكونوا من القسم الأول ، كانوا مضطرين الى القسم الثاني وهو التقليد والرجوع الى علمائهم ، فلما ذا ذمهم الله سبحانه وتعالى؟.
(وهل عوام اليهود إلّا كعوامنا) الذين (يقلّدون علمائهم ، فان لم يجز لأولئك) اليهود والنصارى (القبول) للأحكام (من علمائهم ، لم يجز لهؤلاء) أي : عوامنا ايضا. (القبول من علمائهم؟) أي : علماء المسلمين.
والحاصل : أنّ عوام اليهود وعوام المسلمين ، على حد سواء في جواز الرجوع الى علمائهم ، وعدم الجواز ، فاذا جاز لعوامنا الرجوع الى علمائنا جاز لعوام اليهود الرجوع الى علمائهم ، فلما ذا ذمهم الله سبحانه وتعالى؟. (فقال عليهالسلام) : (بين عوامنا وعلمائنا ، وبين عوام اليهود وعلمائهم فرق من جهة ، وتسوية من جهة) :
فالفارق هو : عدالة جملة من علمائنا ، والعوام الذين يتبعون هؤلاء العلماء ، إنما يتبعونهم على حق ، وليس في علماء اليهود عدول ، وعوامهم الذين يقلدونهم مع علمهم بفسقهم يكونون على باطل.
والتساوي هو : بالنسبة الى علمائنا الفسّاق ، والعوام الذين يتبعونهم مع علمهم بفسقهم ، وهؤلاء العلماء كعلماء اليهود ، وهؤلاء العوام الذين يتبعونهم كعوام