بل غايته الظهور في التوقّف وعدم الأخذ بشيء منهما ، والظاهر لا يقاوم النصّ ، فتحمل أخبار التوقّف على الاستحباب ، فانّ قوله عليهالسلام في المقبولة : «فارجه حتّى تلقى إمامك» وإن كان ظاهرا في وجوب التوقّف والتأخير ، ولكن ملاحظة نصوصيّة أخبار التخيير في مقابله يحمل على الاستحباب ، مع أنّ تثليث الامور في المقبولة وتعليل ذيلها ب «أنّ الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات» أقوى شاهد على كون الأمر في قوله : «أرجئه» إرشاديّا ولا يصلح للتعارض مع أخبار التخيير (١).
وقد استدلّ لحمل أخبار التخيير على المستحبّات والمكروهات وحمل أخبار التوقّف على الواجبات والمحرّمات برواية الميثمي التي أوردها في الوسائل في الباب التاسع من أبواب كتاب القضاء ، الحديث ٢١ ، قال : «وفي عيون الأخبار للصدوق رحمهالله عن أبيه ، ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد جميعا ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عبد الله المسمعي ، عن أحمد بن الحسن الميثمي».
والإشكال في سند الرواية من ناحية محمّد بن عبد الله المسمعي فقط ، إلّا أن صاحب الوسائل بعد نقل هذه الرواية قال : «أقول : ذكر الصدوق أنّه نقل هذا من كتاب (الرحمة) لسعد بن عبد الله وذكر في الفقيه : أنّه من الاصول والكتب التي عليها المعوّل ، وإليها المرجع».
فيمكن تلقّى هذه الرواية بعنوان المعتبرة لا رميها بالضعف وكونها فاقدة الحجّيّة والاعتبار.
وأمّا الرواية فقال : أنّه سأل الرضا عليهالسلام يوما وقد اجتمع عنده قوم
__________________
(١) معتمد الاصول ٢ : ٣٨٩.