يصدق عليهما بالسوية ، ولا يكون مقصود الآمر إلّا إتيان الماء ورفع العطش ويحصل غرضه في ضمن كلّ من الفردين ، كذلك لو كان للماهية أفراد تدريجية ، فإذا أمر بالتسبيح وكان مقصوده الذكر ، فإذا أتى بتسبيح واحد امتثل الأمر ، وإذا أتى بتسبيحات امتثل الأمر أيضا ، كما نرى في العرفيّات أنّه لو كان أحد مشغولا بقراءة القرآن فلو كان مشغولا بها ساعة يقولون بأنه كان القارئ قاري القرآن ولو كان مشغول بها ساعات أيضا يقولون بكونه قاري القرآن ، وصدق القاري عليه في كلّ من الصورتين يكون على السواء.
فإذا فهمت أنّ صدق الماهية على الفرد القليل والكثير يكون على حد سواء نقول بأنّه إذا كان الشخص مشتغلا بفرد من القراءة مثلا فما لم يتخلل العدم في البين يكون فردا واحدا ، وإذا تخلل العدم بينهما يكون فردين ، غاية الأمر في الوجودات الحقيقية يكون الحاكم بالفردية هو العقل وفي الوجودات الاعتبارية يكون الحاكم بصيرورته فردا أو أفرادا هو العرف.
مثل الماء يكون الحاكم بفرديته العقل مثلا إذا كان الماء في الكوز يحكم العقل بمقتضى تحديد هذا الماء بالكوز بكونه فردا للماء ، وأمّا في القيام أو القراءة يكون الحاكم هو العرف ، فإذا كان شخص قائما فجلس في ضمنه ساعة يقول العرف بأنّ هذا القيام الذي جلس بعده يكون فردا من القيام ، فعلى هذا ما لم يتخلل العدم يكون كلّ ما وجد فردا واحدا من الطبيعة. فعلى هذا نقول فيما نحن فيه ليس الإشكال إلّا ما قيل من أنّه بعد الإتيان بالأقل يحصل الواجب ويحصل الغرض ، فالإتيان بالزائد يكون زائدا.
ولكن ظهر لك أنّ بعد ما قلنا من أنّ حصول الفردية وكون شيء فردا للماهية يحصل بعد تخلّل العدم ، فإذا أتى مثلا بالتسبيحة فلو أتى بتسبيح واحد وسكت بحيث أنّ العرف يحكم بتخلّل العدم ، يصير هذا التسبيح فردا ويكون هو الأقلّ ، وإذا أتى