وبعد مدة من الزمان ، اعتمد مرصد في برلين محاسبات «ليفرييه» أساساً له في سبر أغوار المجموعة الشمسية ، حتّى كان العام ١٨٤٦ ، عند ما وجد فلكيو ذلك المرصد نقطة نورانية جديدة في صورة الدلو الفلكية. وهكذا تمّ اكتشاف ثامن الكواكب السيّارة : «نبتون».
ثمّ عكف الفلكيون على مراقبة «نبتون» ، ولكنهم ـ بعد فترة ـ اندهشوا عند ما لاحظوا أنّه بدأ بالانحراف عن مسيره. فتساءلوا : هل يوجد كوكب سيّار آخر وراء «نبتون» يجذبه إليه؟. لم يكن بالإمكان إعطاء أي جواب شافٍ ، حتّى عام ١٩١٥ م عند ما عيّن «برسيوال لوُوِل» ، بالمحاسبات الرياضية ؛ مكان ذلك الكوكب اللامرئي ، وباءت بعده كل محاولات الفلكيين لكشفه ، بالفشل ، حتّى تمكّن «كلايد تومبا» (١) ، سنة ١٩٣٠ م ، بعد سبر طويل ، وبالصدفة المحضة ، من اكتشاف تاسع الكواكب السيارة «بلوتو» (٢).
افترى ، أي فرق بين انتقال الفلكيين من مشاهدة ومطالعة أمورٍ محسوسة ، إلى وجود أشياء غيبية ، ما شاهدوها ، ولا عرفوها من قبل ؛ وبين انتقال الإلهي من مشاهدة ومطالعة هذا الكون المحسوس ، إلى وجود أشياء وعوالم غيبية لم يرها ولم يعرفها؟
__________________
(١) ولد عام ١٩٠٦ م.
(٢) ترجمناه من كتاب ymonortsA gnirevocsiD ، تأليف : enilekcaJ وnottiM nomiS ص ١١١ ، بتصرف.