أن قال ـ : وقعد
رسول الله على شفير القبر وفاطمة إلى جنبه تبكي ، فجعل النبيّ يمسح عيني فاطمة
بثوبه رحمةً لها.
وأخرج البيهقي في
السنن الكبرى نظيره في موت رقيّة بنت رسول الله ، وقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : مهلاً يا عمر ـ ثمّ قال : إيّاكنّ ونعيق الشيطان ،
فإنّه مهما يكن من العين والقلب فمن الرحمة ، وما يكون من اللسان واليد فمن
الشيطان.
وفي رواية أُخرى :
فقال رسول الله : يا عمر دعهنّ فإنّ العين دامعة والقلب مصاب والعهد قريب.
هذا ما نقلناه من
الروايات يوقف القارئ الكريم على حكم الإسلام في مسألة البكاء على الميّت ، سواء
كان الميّت قريباً وحميماً أو كان عزيزاً وصديقاً ، فإذا جاز البكاء عليهم فالبكاء
على رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وأهل بيته الأطهار وصحابته الأخيار أولى بالجواز.
كيف لا وقد وردت
في هذا المضمار روايات كثيرة من الفريقين في البكاء على النبيّ ومصائب آله لسنا
بصدد ذكرها لخروجها عن الاختصار ، ومن أراد الوقوف فليرجع إلى كتاب «سيرتنا
وسنّتنا سيرة النبيّ وسنّته» للعلّامة الكبير الشيخ عبد الحسين الأميني ـ رضوان
الله عليه ـ وإن كان ما ذكرناه في هذه الصحائف مقتبساً عمّا حقّقه رحمهالله في هذا الباب.
__________________