على أنّ هذا الخطاب من النبيّ صالح كان بعد موتهم هو كالتالي :
١. تنظيم وتنسيق الآيات بالشكل الّذي سبقت الإشارة إليه.
٢. حرف «الفاء» في كلمة (فَتَوَلَّى) الّذي يدلّ على الترتيب ، وقد جاءت بعد قوله تعالى : (فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ) ممّا يدلّ على أنّ خطاب النبيّ صالح لقومه كان بعد نزول العذاب عليهم.
ويُفهم من قوله : (وَلكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ) أنّ أُولئك كانوا على حدٍّ من العناد والشقاء بحيث إنّ أرواحهم ـ حتّى بعد مماتهم ـ كانت رافضة للموعظة والنصيحة.
ب : النبيّ شعيب ـ عليهالسلام ـ تحدَّث إلى أرواح قومه أيضاً
اقرأ هذه الآيات :
(فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ* الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ* فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسى عَلى قَوْمٍ كافِرِينَ). (١)
إنّ الاستدلال بهذه الآيات هو كالاستدلال السابق بالآيات المرتبطة بالنبيّ صالح وقومه.
ج : النبيّ محمّد ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ يتّصل بالأنبياء
يقول تعالى :
(وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ).(٢)
__________________
(١) الأعراف : ٩١ ـ ٩٣.
(٢) الزخرف : ٤٥.