قال : هذه الآية
تدلّ على حصول الشفاعة من الملائكة للمذنبين.
وإذا ثبتت هذه في
حقّ الملائكة فكذلك في حقّ الأنبياء ، لانعقاد الإجماع على أنّه لا فرق.
وقال أيضاً :
وأيضاً قال تعالى
لمحمّد ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : (وَاسْتَغْفِرْ
لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) فأمر محمّداً أن يذكر ـ أوّلاً ـ الاستغفار لنفسه ، ثمّ
بعده يذكر الاستغفار لغيره ، وحكى عن نوح ـ عليهالسلام ـ أنّه قال : (رَبِّ اغْفِرْ لِي
وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِناتِ).
إنّ هذا التوضيح
من الفخر الرازي شاهدٌ على أنّه يرى معنى الشفاعة هو دعاء الشفيع للمذنب ، وطلب
الشفاعة هو طلب الدعاء منه.
وقد ورد في الأحاديث
الشريفة أنّ دعاء المسلم لأخيه المسلم هو شفاعة له ، فعن ابن عبّاس عن رسول الله ـ
صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ أنّه قال :
«ما مِنْ رَجُلٍ
مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ على جَنازَتِهِ أرْبَعُونَ رَجلاً لا يُشْرِكُونَ
بِاللهِ شَيئاً إِلّا شَفَّعَهُمُ اللهُ فيهِ».
لقد جاء في هذا
الحديث ـ تعبير «شفَّعهم الله فيه» للّذين يدعون لأخيهم المسلم.
وانطلاقاً من هذا
الحديث فلو أنّ رجلاً أوصى في حياته إلى أربعين رجلاً
__________________