إلى ثلاثة مساجد
...» فإنّه لا يعني أنّ شدّ الرحال إلى المساجد الأُخرى حرام ، بل معناه أنّ
المساجد الأُخرى لا تستحقّ شدّ الرحال إليها ، وتحمّل مشاق السفر من أجل زيارتها ،
لأنّ المساجد الأُخرى لا تختلف ـ من حيث الفضيلة ـ اختلافاً كبيراً.
فالمسجد ـ سواء
كان في المدينة أو في القرية أو في المنطقة ـ لا يختلف مع الآخر فثواب إقامة
الصلاة في المسجد الجامع في أيّ بلد من البلاد واحد ، فلا ملزم للسفر عندئذٍ
لإقامة الصلاة في جامع مثله. وعليه فلا داعي إلى أن يشدّ الإنسان الرحال إليه ،
أمّا إذا شدّ الرحال إليه فليس عمله هذا حراماً ولا مخالفاً للسُّنّة الشريفة.
ويدلّ عليه ما
رواه أصحاب الصحاح والسُّنن :
«كان رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ يأتي مسجد قُبا راكباً وماشياً فيصلّي فيه ركعتين».
ولنا أن نتساءل : كيف يمكن أن يكون شدّ الرحال وقطع المسافات من
أجل إقامة الصلاة ـ مخلصاً لله ـ في بيتٍ من بيوته سبحانه حراماً ومنهياً عنه؟!!
__________________