وهو أول من أظهر القول : بأن الله يكلف ما لا يطاق ، وأنه تعالى يرضى الكفر ويحبه وأن عذاب الأنبياء وثواب الكفار يحسن منه تعالى وغير ذلك من الأقوال الباطلة.
فقال هؤلاء «و» يستقل العقل بإدراك الحسن والقبح «باعتبار» ثالث وهو «كونه» أي ذلك الشيء «متعلّقا للمدح» لفاعله «والثواب» له أي الجزاء على فعله «عاجلين» أي في الدنيا وهذا في الحسن «والذم والعقاب» لفاعله «كذلك» أي عاجلين أي في الدنيا وهذا في القبيح لجري الألف والعادة والشهرة بذلك فجاز أن يتعلق به الذم والعقاب أو المدح والثواب فيما بينهم ، في العاجل أي في الدنيا لا في الآجل أي في الآخرة لأنه لا حقيقة له فيتعلق به ثواب أو عقاب من الله تعالى.
قال «أئمتنا عليهمالسلام وصفوة الشيعة والمعتزلة وغيرهم :
ويستقل» العقل بإدراك الحسن والقبح «باعتبار» رابع وهو «كونه» أي الشيء «متعلّقا للمدح عاجلا» أي في الدنيا «والثواب آجلا» أي في الآخرة وهذا في الحسن «والذم عاجلا والعقاب آجلا» أي كونه متعلّقا بالذم لفاعله في الدنيا والعقاب له في الآخرة وهذا في القبيح.
وقال «جمهور الأشعرية لا مجال للعقل في» هذين الاعتبارين «الأخيرين» أي حيث يكون متعلّقا للمدح والثواب عاجلين والذم والعقاب كذلك ، وحيث يكون متعلّقا للمدح عاجلا والثواب آجلا ، والذم عاجلا والعقاب آجلا ، قالوا : فلا يدرك العقل فيهما حسنا ولا قبحا «ووافقهم» أي وافق جمهور الأشعرية «أقلهم» أي أقل الأشعرية «و» كذلك وافقهم أيضا «الحنفية والحنابلة في آخرهما» أي فيما كان متعلّقا للثواب آجلا والعقاب آجلا ، فقالوا : كلهم فيه إن العقل لا يدرك فيه حسنا ولا قبحا لما مرّ من قاعدتهم المنهارة ، قال «أئمتنا عليهمالسلام والمعتزلة وغيرهم و» يستقل العقل بإدراك حسن الشّيء «باعتبار» خامس وهو «كونه غير متعلق لأيّ الأربعة» أي لا كان ملائما للطبع ولا منافرا له ، ولا صفة كمال ولا نقص ، ولا كان متعلّقا للمدح والذم عاجلا والثواب والعقاب عاجلا ، ولا كان متعلّقا للمدح عاجلا والثواب آجلا ، والذم عاجلا والعقاب آجلا ، وذلك كالتمشي في الأرض