قالوا : لو صح مقدور بين قادرين لصح لون لمتلوّنين وحركة لمتحركين.
قلنا : لا ملازمة بينهما كما صح معلوم لعالمين ومسموع لسامعين ومرئيّ لرائين.
«ويستحيل إيجاد النقيضين» من أيّ قادر في ذات واحدة والنقيضان ما ينقض أحدهما الآخر ولا يرتفعان كالحيض والطهر والليل والنهار والوجود والعدم.
«و» يستحيل أيضا «إيجاد(١) الضدين» وهما ما يمنع وجود أحدهما الآخر بأن لا يجتمعا معا في ذات واحدة ، ويجوز أن يرتفعا معا كالبياض والسواد يرتفعان بالحمرة ونحوها فيستحيل اجتماعهما «في محل واحد دفعة واحدة» أي في وقت واحد ، «خلافا لبعض المجبرة» فإنهم جوّزوا اجتماع الضدين والنقيضين في محل واحد ، وقالوا : إن الله سبحانه قادر على ذلك.
«قلنا :» وذلك «لا يعقل» والعقل يحكم باستحالة ما لا يعقل.
(فائدة) : قالت البهشمية : والنفي وهو أن لا يفعل القادر ما هو قبيح جهة استحقاق ثواب ومدح وأن لا يفعل ما هو واجب عليه جهة استحقاق عقاب وذم فمنشأ الاستحقاق هو النفي الصّرف كالفعل للقبيح وللواجب فإنه منشأ استحقاقهما اتفاقا.
وقال الشيخان (أبو علي وأبو القاسم) : لا يصح أن يكون النفي جهة للاستحقاق (٢) أصلا لأنه غير حاصل بقدرة العبد ولا تأثيرها ، ولأن العبد لا يخلو عن الفعل أصلا فلا يكون أن لا يفعل نفيا محضا بل هو فعل الضد فيتوجه الاستحقاق إليه.
وأجابت البهشمية : أما كون النفي غير تأثيره فمسلم لكنه واقف على اختياره فجرى ذلك مجرى التأثير.
__________________
(١) (أ) اتحاد.
(٢) (ب) جهة الاستحقاق.