وعلى المليحة والمليح وعشرة ال |
|
أحباب والأصحاب والأخوان |
فاستوعرت ترك الجميع ولم تجد |
|
عوضا تلذ به من الإحسان |
فالقلب ليس يقر ألا في انا |
|
ء فهو دون الجسم ذو جولان |
يبغي له سكنا يلذ بقربه |
|
فتراه شبه الواله الحيران |
فيحب هذا ثم يهوى غيره |
|
فيظل منتقلا مدى الأزمان |
لو نال كل مليحة ورئاسة |
|
لم يطمئن وكان ذا دوران |
بل لو ينال بأسرها الدنيا لما |
|
قرت بما قد ناله العينان |
نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى |
|
واختر لنفسك أحسن الانسان |
فالقلب مضطر الى محبوبه ال |
|
أعلى فلا يغنيه حب ثان |
وصلاحه وفلاحه ونعيمه |
|
تجريد هذا الحب للرحمن |
فإذا تخلى منه أصبح حائرا |
|
ويعود في ذا الكون ذا هيمان |
الشرح : والنفس حين يكون فيها شهوة خفية إلى الاقتناع بشيء من الأشياء فإنها تتلمس كل الوسائل التي تبرر هذا الاقتناع ، فتراها تنزع وتميل إلى شبهات أهل الشرك والتعطيل ممن لا يؤمنون بحشر الأجساد ولا يقرون بنعيم حسى ولا بآلام جسدية ستجري على العباد ، هذا مع نقصها في العلم والعرفان وعدم قدرتها على إدراك ما في هذه الآراء من فساد وبطلان وتراها كذلك تستنقص أهل لهدى والإيمان وتزدريهم حين تشاهد قلتهم وغربتهم بين الأهل والأوطان. ثم هي مع ذلك تأتسي بمن حولها من الناس الذين لا هم لهم إلا جمع هذا الحطام الفاني ، والسعي في خدمة من تنشد الزلفى لديه من أمير أو سلطان ، والحرص على لظفر بما تعلقت به النفس من مليحة حسنا أو مليح حسن ، وعشرة ما أنست به من الأصحاب والخلان.
فهي تستوحش أن تفارق هذا كله وأن تقطع كل هذه العلائق وتعيش وحدها في عزلة ، لا سيما وهي فارغة ليس فيها من المعاني ما يعوضها عما فارقت ويصلح أن يقوم بدله.